ذات صلة

جمع

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الصراع.. والإعلان خلال ساعات

رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان،...

روسيا تجند مرتزقة يمنيين بمساعدة الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

جندت القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في...

محلل سياسي: لبنان يقف على حافة الهاوية.. والصراع المفتوح مع إسرائيل يزيد الأمر تعقيدًا

يشهد الاقتصاد اللبناني انهيارًا غير مسبوق في تاريخه الحديث، حيث يعيش البلد في أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، تسببت في تراجع قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل حاد، إلى جانب تدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء، الصحة، والتعليم، هذه الأزمة كانت نتيجة تراكمات لسنوات من الفساد وسوء الإدارة، إلى جانب التأثيرات السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، وآخرها حرب قطاع غزة والتي دخل بها حزب الله بشكل مباشر مع إسرائيل.

وفي أعقاب تصاعد العنف في قطاع غزة، مع تفجيرات كبرى شهدتها لبنان خلال يومين عن طريق عملية سيبرانية اخترقت أجهزة “البيجر” في يد أعضاء حزب الله؛ مما ضغط على النظام الصحي في جنوب لبنان، ووضع لبنان في موقف حرج للغاية، فبينما يسعى حزب الله لتوسيع نفوذه وموقفه المقاوم ضد إسرائيل، يتسبب هذا الصراع في المزيد من الضغط على الاقتصاد اللبناني المتداعي.

والتدخل العسكري لحزب الله في النزاع مع إسرائيل له تداعيات كبيرة على لبنان، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية، تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية يجعل البلاد في مواجهة مع احتمال نشوب حرب جديدة، ستؤدي إلى المزيد من الدمار في البنية التحتية الهشة بالفعل، وتفاقم من أزمة اللاجئين، وتزيد من الضغط على موارد البلاد المحدودة.

في ظل هذا الوضع المتأزم، فإن الشعب اللبناني يجد نفسه عالقًا بين معاناة اقتصادية خانقة وصراع عسكري محتمل يهدد بإحداث مزيد من الفوضى. انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وعدم توفر الوقود، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، جعلت الحياة اليومية صعبة للغاية، وأدت إلى هجرة جماعية للكفاءات والشباب الباحثين عن فرص أفضل خارج البلاد.

من ناحية أخرى، دخول حزب الله في صراع مباشر مع إسرائيل يزيد من حالة عدم الاستقرار، حيث أن قدرات الحزب العسكرية، رغم تطورها، تضع لبنان في موقف دفاعي ضعيف أمام القوة العسكرية الهائلة لإسرائيل.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه حزب الله على دعم إيراني، فإن هذا التدخل العسكري يؤثر سلبًا على الأوضاع الداخلية في لبنان، حيث يعارض الكثيرون داخل البلاد تورط حزب الله في الحرب، معتبرين أن هذا التدخل يزيد من عزلة لبنان ويعزز أزماته الداخلية.

ويقول المحلل السياسي اللبناني، طوني حبيب: إن لبنان اليوم يقف على حافة الهاوية، الاقتصاد منهار بشكل غير مسبوق، والمواطن اللبناني لم يعد يستطيع تحمل المزيد من الضغوط الاقتصادية، ومع ذلك، دخول حزب الله في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في ظل الظروف الحالية يزيد من تعقيد الأوضاع ويضع البلاد في موقف حرج للغاية، والعملية الأخيرة كانت كفيلة بكشف فشل حزب الله في إدارة البلاد حيث إنه قد تم اختراقه بسهولة.

وأضاف حبيب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن الحرب مع إسرائيل قد تكون مكلفة جدًا بالنسبة للبنان، على الرغم من أن حزب الله يمتلك ترسانة عسكرية متطورة، إلا إن أي صراع مفتوح سيؤدي إلى دمار واسع في البنية التحتية اللبنانية، التي هي بالفعل في حالة يرثى لها، الاقتصاد اللبناني لن يكون قادرًا على تحمل تكاليف الحرب، لا سيما في ظل انعدام أي خطط دعم دولية أو إقليمية تعوض الخسائر”.

spot_img