ذات صلة

جمع

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الصراع.. والإعلان خلال ساعات

رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان،...

روسيا تجند مرتزقة يمنيين بمساعدة الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

جندت القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في...

الحرب النفسية.. تأثير صراع حزب الله وإسرائيل على المواطن اللبناني

الصراع بين حزب الله وإسرائيل يُلقي بظلاله الثقيلة على المواطن اللبناني، خاصة في ظل تاريخ طويل من الحروب والتوترات المستمرة على الحدود الجنوبية، منذ تأسيس حزب الله في الثمانينيات وحتى اليوم، شكّل هذا الصراع جزءًا من الحياة اليومية للبنانيين، وترك بصماته على البنية النفسية والاجتماعية للأفراد والمجتمع.

المواطن اللبناني، وخاصة في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، يعيش في حالة من الترقب المستمر، حيث يتوقع دائمًا حدوث تصعيد عسكري أو ضربات مفاجئة، هذا الشعور بالخطر الدائم يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للأفراد، ما يزيد من مستويات القلق والتوتر لديهم، وتصبح الحياة اليومية مرهونة بالتطورات الأمنية، حيث يواجه المواطن اللبناني حالة من عدم اليقين حول ما إذا كان يمكنه الاستمرار في أنشطته اليومية المعتادة أم أنه يجب عليه التراجع والاختباء خوفًا من الغارات الجوية أو القصف المدفعي.

في ظل هذه الظروف، يصبح المواطن اللبناني في الجنوب على وجه الخصوص متأثرًا بنوع خاص من القلق المتكرر الذي ينجم عن التصعيدات المفاجئة، حيث يعتبر حزب الله حاملاً للواء المقاومة ضد إسرائيل، ولكنه في الوقت ذاته يعرض البلاد لمخاطر الهجمات والضربات العسكرية، هذا المزيج من الشعور بالفخر بدور الحزب في المقاومة والقلق الدائم من التصعيد يخلق حالة من التوتر النفسي العميق بين السكان.

ووفق صحيفة الجارديان البريطانية، الضربات الإسرائيلية التي غالبًا ما تأتي كرد فعل على عمليات حزب الله تترك أثرًا نفسيًا عميقًا على المواطنين، الصوت المتكرر للطائرات الحربية، والانفجارات المتتالية، وصفارات الإنذار تؤثر بشكل سلبي على سكان القرى والمدن اللبنانية.

يشعر المواطنون بالخوف المستمر على حياتهم وحياة أحبائهم، كما يجدون أنفسهم محاصرين بين طرفي الصراع، غير قادرين على الهروب من تداعياته أو التأثير في مجرياته.

إضافة إلى ذلك، تتسبب هذه الضربات في نزوح جماعي للمواطنين من المناطق المتضررة، ما يزيد من الأعباء النفسية والاقتصادية عليهم.

العودة إلى منازلهم بعد انتهاء التصعيد غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، حيث يجد العديد من الناس منازلهم مدمرة أو متضررة بفعل الغارات. هذا النوع من عدم الاستقرار المتكرر يخلق حالة من العدمية النفسية، حيث يشعر الكثيرون بأن حياتهم ومستقبلهم مرهونان بأحداث خارج سيطرتهم.

على المستوى الاجتماعي، تؤدي هذه الحروب إلى تفاقم الانقسامات الداخلية في لبنان. فبينما يدعم البعض حزب الله باعتباره قوة مقاومة، يرى آخرون أن تصرفات الحزب تعرض البلاد لمخاطر لا يستطيع اللبنانيون تحملها. هذه الانقسامات السياسية تزيد من التوتر الاجتماعي وتؤدي إلى توتر العلاقات بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع.

لا تقتصر آثار حرب حزب الله وإسرائيل على الخسائر المادية والبنية التحتية، بل تتعمق لتشمل تأثيرات نفسية بعيدة المدى على المواطن اللبناني. القلق المستمر من التصعيد، والخوف من الغارات، وتكرار النزوح، كلها عوامل تساهم في إضعاف الروح المعنوية وتعزيز مشاعر اليأس بين السكان. في ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمواطنين المتأثرين بالصراع، خاصة الأطفال والشباب، لضمان قدرتهم على التعافي من آثار الحرب المستمرة.

spot_img