أكد رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل، أن حركة حماس تقوم بالانتصار في الحرب وستعلب دورًا حاسمًا في مستقبل قطاع غزة، حيث يرى إن الحركة لها اليد العليا في القطاع، وظلت صامدة أمام الجيش الإسرائيلي حتى دخلت مرحلة الاستنزاف.
وأضاف مشعل – في مقابلة مع “نيويورك تايمز” بالعاصمة القطرية الدوحة: “إن منطق “حماس” بسيط – النصر يعني ببساطة البقاء، وعلى الأقل في الوقت الحالي، تمكنت من القيام بذلك، حتى لو كانت ضعيفة للغاية”.
وفي المقابلة، أوضح مشعل أن مسؤولي “حماس” ليسوا على عجلة من أمرهم لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل “بأي ثمن”، ولن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يشبه موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجوب “القضاء على حماس”، وأنه لم يعد يتحدث عن “القضاء عليها”، وقد شاركت الولايات المتحدة وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع “حماس”.
وأردف: “فهمنا ذلك على أنه يعني أن الولايات المتحدة تعترف بأن “حماس” لن تذهب إلى أي مكان.. لم تكن الرؤية الإسرائيلية الأمريكية تتحدث عن اليوم التالي للحرب، بل عن اليوم التالي لرحيل “حماس”، في إشارة إلى الموقف الأولي من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، “والآن، تقول الولايات المتحدة: “نحن ننتظر رد حماس.. إنهم يعترفون بالحركة” وفق ما ذكره مشعل.
وقال مشعل: “إن افتراض عدم وجود “حماس” في غزة أو التأثير على الوضع هو افتراض خاطئ”، مؤكدًا أن الفلسطينيين وحدهم هم من سيحددون الترتيبات الخاصة بالمنطقة.
واعترف مشعل بأن الهجوم الإسرائيلي بعد الـ7 من أكتوبر تسبب في دمار هائل ولكنه “ثمن” يجب على الفلسطينيين أن يدفعوه من أجل الحرية، وعند سؤاله عن كيفية مساعدة هجوم الـ7 أكتوبر الذي قادته “حماس” في تحسين الوضع في ظل الدمار الذي لحق بقطاع غزة، أصر مشعل على أن الأمر لم يكن يتعلق بتحقيق نصر عسكري على إسرائيل بقدر ما كان يتعلق بجعلها تدرك أن سياساتها غير مستدامة.
وأشار مشعل إلى الثمن الباهظ الذي دفعه المدنيون في غزة نتيجة الحرب، حيث قُتل عشرات الآلاف وشُرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، رفض مشعل الانتقادات الموجهة إلى حماس من داخل فلسطين، معتبرًا أن تلك الانتقادات تأتي من أقلية صغيرة.
أتت تصريحات مشعل فيما يرى بعض المراقبين أن الحركة ترى أن عامل الوقت يلعب لصالحها، إلا أن الوضع قد يكون معاكساً بالنسبة لمئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم ويعيشون في خيام، وسط قلق من حلول فصل الشتاء، في ظل شح المساعدات الإنسانية والمراكز المؤهلة لإيوائهم.