تحركات مصرية نحو إفريقيا مما يزيد من التطورات في المنطقة بشكل كبير، حيث جاء إعلان مصر توقيع اتفاقية مع دولة الصومال عقب إعلان الرئيس الإثيوبي آبي احمد عن اكتمال بناء سد النهضة؛ مما زاد من التوترات بالمنطقة في ظل محاولات آبي أحمد للبحث عن منفذ بحري عن طريق “أرض الصومال”، التي تريد الانفصال وغير معترف بها دوليًا.
وقد نقلت مواقع إخبارية صومالية وصول طائرتين عسكريتين مصريتين الثلاثاء، إلى مطار آدم عدي الدولي في العاصمة الصومالية مقديشو، وعلى متنهما معدات عسكرية وضباط مصريين، كجزء من خطة إعادة تنظيم إستراتيجي واسع النطاق بمنطقة القرن الأفريقي.
وقال موقع “الصومال الجديد” الإخباري، إن القاهرة تستعد للمشاركة في بعثة الدعم التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال أوسوم، التي من المقرر أن تحل محل بعثة أخرى هي “أتميس” المهمة الانتقالية الأفريقية في الصومال بحلول يناير 2025.
بينما في الوقت نفسه، وقعت مصر ونيجيريا، الأربعاء، مذكرة تفاهم لتعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وجرى توقيع مذكرة التفاهم في مقر وزارة الدفاع النيجيرية في العاصمة أبوجا.
ووقع المذكرة، الأمين الدائم لوزارة الدفاع إبراهيم أبو بكر كانا عن نيجيريا، بينما وقع مساعد وزير الدفاع، اللواء وليد حمودة عن مصر، ويهدف توقيع مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون الثنائي والدفاعي الأعمق وفقًا للقوانين واللوائح السائدة في البلدين، وفق ما ذكر موقع وزارة الدفاع النيجيرية.
وأعرب كانا عن تفاؤله بأن التاريخ الطويل للعلاقات القوية بين نيجيريا ومصر من شأنه أن يخلق تعاونا دائمًا بين البلدين، مضيفًا أن نيجيريا استفادت كثيرًا من مصر في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب.
من جهته، أبدى حمودة تقديره للمنصة التي تم توفيرها لتوقيع مذكرة التفاهم، مؤكدًا لنيجيريا التزام بلاده التام بالمواد الواردة في الوثيقة الموقعة. كما أعرب عن تقديره للعلاقة الودية القائمة بين البلدين.
وقال الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن المساعدات المصرية تعد خطوة مهمة جداً في إطار تعزيز العلاقات المصرية-الصومالية، وتؤكد حضور القاهرة في الصومال في ظل تنامي دور إثيوبيا وتركيا وغيرهما من الدول في الصومال، لافتاً إلى أن مقديشو كانت بحاجة إلى تلك الخطوة لإعادة تأهيل القوات الأمنية والعسكرية وإرسال رسائل إلى الجانب الإثيوبي بأنها لديها شركاء أقوياء ولا يمكن الاستهانة بها، كذلك القاهرة تسعي لعدم وصول إثيوبيا نحو البحر الأحمر.
وأضاف فهمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن تداعيات ذلك الحضور بلا شك ستكون معقدة، خاصة في ظل عدم تقبل الجانب الإثيوبي هذه الخطوة في ظل توتر علاقاته مع مصر، بشأن ملف سد النهضة خصوصًا أنه سيفهم الحضور المصري على أنه رسالة من مصر تفيد بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تهديد لأمنها المائي.