أمطار قوية تسببت في ما يقرب من 60 وفيات وتهدم 430 منزلًا خلال الأيام الماضية، جراء سيول ضربت محافظة ريمة غرب اليمن، السيول تسببت بانقطاع تام لـ45 طريقًا، وانجراف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بمحاصيلها من البن والمانجو والذرة.
ولكن في الوقت نفسه، كشفت الأمطار عن نهر عظيم يدعى “الخارد”، يشق طريقه عبر الأراضي اليمنية ويصب في بحر العرب، وعلى مدار سنوات عجاف وعقود، تسببت بجفاف النهر الذي بات اليوم مطمورًا تحت كثبان الرمال والطمي، ويمتد النهر من منطقة أرحب في محافظة صنعاء عبر الجوف وشبوة وصولاً إلى حضرموت حيث يصب في البحر .
لذلك كان يعد النهر الأطول عربيًا بعد نهر النيل، وقد ورد اسم نهر الخارد في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني، ووصفه بأنه نهر عظيم تغذيه 4 أودية عظيمة، اليوم بات علماء الطقس يتوقعون حدوث المعجزة وعودة الحياة إلى هذا النهر ليعود إلى الجريان مجددًا.
ويرجع العلماء توقعهم لمعدل الأمطار الذي بات اليمن يشهده منذ سنوات إثر تغير المناخ، فباتت أغلب المناطق اليمنية تشهد مواسم مطيرة، ودخلت بالفعل مدار إثيوبيا وأوغندا المطري، وهو ما يرفع من فرص عودة الحياة لعيون وبحيرات وأنهار جفت منذ زمن.
ومنذ مطلع أغسطس الجاري، ازداد معدل هطل الأمطار بمدن يمنية؛ ما أدى إلى وفاة العشرات، وتضرر نحو ربع مليون شخص، خصوصًا من يعيشون في مخيمات النزوح، وفق الأمم المتحدة التي حذرت من أن الطقس السيئ في اليمن سيستمر حتى سبتمبر المقبل.
وفي ظل تهدئة من الحرب التى بدأت قبل نحو 10 سنوات، يعاني اليمن ضعفًا شديدًا بالبنية التحتية، يؤدي عادة إلى تفاقم الأضرار والخسائر الناجمة عن السيول والطقس السيئ.
تسببت السيول الناجمة عن أمطار غزيرة في اليمن بمصرع 60 شخصا على الأقل منذ أواخر الشهر الماضي، وأثرت على 268 ألف آخرين، في حين ما يزال 13 في عداد المفقودين، وفق إفادة وكالة أممية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في تقرير، إنه منذ أواخر يوليو الماضي، تسببت السيول بمقتل 36 شخصًا في محافظات الحديدة و9 في أغسطس و8 في مأرب و7 في تعز.