أحداث وأقاويل عديدة تتعلق بمصير محمد الضيف، الموصوف بالرجل الثاني في حماس وقائد الجناح العسكري، حيث خرجت العديد من الروايات الإسرائيلية عن اغتياله، بينما تنفي الحركة ذلك.
وقال مصدر موثوق عن قيادي في حركة حماس، إن محاولات التعتيم على مقتل محمد الضيف فشلت رغم النفي في بداية الأمر والصمت الذي التزمته الحركة بعد ذلك.
وأكد المصدر، أن مسؤولين عسكريين وأمنيين حمساويين في لبنان لم يعلموا إلا مؤخرًا حقيقة ما جرى، ودفع الجيش الإسرائيلي لإعلان مقتل قائد الجناح العسكري الحمساوي، وذلك عبر تقرير من غزة يؤكد تمكن الاحتلال من الوصول إلى المكان الذي ووري فيه جثمان الضيف الثرى.
وقال التقرير: ” إن جيش الاحتلال حاصر بشكل مفاجئ منطقة محددة بدقة في مواصي خانيونس، قبل أن يقوم بتجريف أجزاء واسعة منها وينقل عددًا غير معروف من الجثامين المدفونة فيها حديثًا إلى مكان مجهول”، مضيفًا “أن فحوص الـ DNA منحت الاحتلال دليلاً حاسمًا على مقتل محمد الضيف، وبالتالي إعلانه ذلك”.
كما تحدثت صحيفة إسرائيلية عن تفاصيل جديدة بشأن عملية اغتيال قائد الجناح العسكري في حركة حماس محمد ضيف، وقالت “ذا جويش كرونيكل”، ومقرها لندن: إن جنودا إسرائيليين متنكرين على هيئة متسولين وباعة خضراوات كانوا مفتاحاً للعملية التي اغتالات فيها إسرائيل محمد ضيف.
وذكرت الصحيفة، أن “أساس عملية اغتيال ضيف كان اكتشاف إسرائيل توقفه عن اتباع بروتوكولات الأمن الأساسية، حيث أصبح منذ أشهر زائراً منتظماً للنازحين في غزة في مجمع المواصي على ساحل غزة”.
وأضافت الصحيفة: “كان ضيف في كل مرة يلتقي بزملاء له من الحركة لنقاش آخر المستجدات، وبعد التحقق نظرًا لخوف الإسرائيليين من أن ضيف ربما كان في الواقع يستخدم أشكالا تنكرية مختلفة أثناء زياراته، أدركوا أنه قدم فرصة للاستفادة من هذا الفشل غير المسبوق لـ’سيد التمويه‘، وهو اللقب الذي أُطلق عليه بسبب حذره الشديد بعد 30 عامًا من المحاولات الفاشلة للقضاء عليه”.
وتابعت، أن ” اثنين من الوكلاء السريين، كانا متمركزين قرب منزل ضيف، وكانت مسؤوليتهما تسجيل وقت وصوله إلى المنزل، أحدهما تنكر كبائع في كشك للخضار، أقامه أمام المدخل الرئيسي للمبنى، حيث كان من المتوقع أن يدخل الضيف من هناك، فيما كان العميل الثاني يجلس قرب المدخل نفسه، ولكن متنكراً بهيئة رجل عجوز السن، يرتدي ملابس رثة”.
وفي يوم السبت 13 يوليو، انتشرت أخبار بين أهل غزة مفادها أن ضيف قادم لزيارتهم. وبعد أن نقل أعضاء الفريق السري هذه المعلومات إلى غرفة القيادة في إسرائيل، منح مجلس الوزراء الأمني على الفور الإذن ببدء العملية.
وفي غياب وقت محدد لوصول ضيف، وجه قائد القوات الجوية طائرتين مقاتلتين للتحليق فوق المنطقة، على ارتفاع كافٍ بحيث لا يمكن رصدهما، وحلقت الطائرتان في حالة تأهب لمدة 7 ساعات، في انتظار دخول ضيف إلى المبنى.
وحينما ظهر الضيف وهو يدخل المبنى، صدرت الإشارة واتجهت قوات برية باتجاه البحر للهروب من القطاع، ثم التقطتهم سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية من دون إثارة الشكوك، وبعد 5 دقائق، بدأت طائرتان بشن هجمات على الهدف، حيث أصابت إحداهما المبنى ودمرته بالكامل، وكان الضيف قد أصبح داخله.