منذ السابع من أكتوبر وتعاني إسرائيل داخليًا بشكل كبير، حيث بدأت الحرب وانهار الاقتصاد الإسرائيلي بشكل سريع، ومع دخول الحرب شهرها العاشر وتهديدات من قبل ايران بضرب إسرائيل علي خلفية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وقد وصلت خسائر باهظة تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي جراء الحرب الممتدة منذ 10 أشهر على غزة، كلفت احتياطياتها من النقد الأجنبي أكثر من 5.6 مليارات دولار، ما دفع تل أبيب إلى البحث عن بدائل لتغطية عجز الموازنة المتوقع بلوغها 8 مليارات دولار خلال عام 2024، والتي بينها زيادة الضرائب.
وبحسب بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، فإن كلفة الحرب اليومية منذ 7 أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2023، بلغت مليار شيكل يوميًا ما يبلغ 270 مليون دولار، قبل أن تنخفض خلال العام 2024 لتصل إلى 350 مليون شيكل 94 مليون دولار، حيث سجل الاقتصاد الإسرائيلي خسائر باهظة.
ولم تضع إسرائيل ضمن خططها العسكرية في عدوانها على غزة احتمال أن تستمر الحرب لمدة 10 أشهر، إذ افترضت الخطط أن تنتهي المعركة خلال أسابيع على الأغلب بتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية المعلنة، ولم تتوقع ورطة كانت ناجمة عن قصور في التخطيط وسوء فهم لطبيعة المعركة، وكذلك عن صمود المقاومة والتكتيكات الفعالة التي انتهجتها.
ويكشف تحقيق نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في السادس من أغسطس الجاري، أن الجيش الإسرائيلي أخفق بعد 10 أشهر في تدمير معظم كتائب حماس في غزة، وأن غالبية قوات الحركة في وسط غزة ما زالت على حالها.
ويشير التحقيق إلى أن ما يقرب من نصف كتائب حماس العسكرية في شمال ووسط غزة أعادت بناء قدراتها القتالية رغم مرور أكثر من 9 أشهر من الحرب.
ويقول الباحث السياسي، واستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب، إن إسرائيل خسرت المزيد من الحرب خلال 10 أشهر بداية من عتاد وجنود، وكذلك اقتصاد منهار وسياسياً مع دول عديدة، وقد ساهمت الحرب على غزة، في تدمير القطاع بالكامل، وكذلك ضربات نحو الشعب الإسرائيلي الذي بات يعاني من تواجد نتنياهو.
وأضاف الرقب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن التداعيات ونتائج العسكرية، هناك مصادر إسرائيلية تحدثت عن أكثر من 10,000 جندي جريح، ما بين جراح خطيرة ومتوسطة، وما بين منهم من أصبح معاق نفسيا، وهناك إعاقات نفسية بعشرات الآلاف بين الجنود الإسرائيليين.
أما فيما يتعلق بمقتل الضباط والجنود فقد وصل عددهم إلى أكثر من 700 جندي وضابط إسرائيلي، وكذلك على مدى عشرة أشهر، النتيجة المهمة هي انخفاض الروح المعنوية، كما أن الجيش الإسرائيلي وجنود الاحتياط، هناك رفض من جنود الاحتياط بأعداد كبيرة جدا، ووقعوا على الوثيقة بأنهم لن يعودوا للحرب في غزة.