أعلنت حركة حماس الثلاثاء عن تعيين يحيى السنوار، الرجل الذي تقول إسرائيل إنه العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، الذي أشعل فتيل حرب غزة، رئيسًا سياسيًا جديدًا لها بعد اغتيال سلفه إسماعيل هنية الأسبوع الماضي فغي طهران.
وقد جاء الإعلان في وقت كانت فيه منطقة الشرق الأوسط متوترة في انتظار رد إيران على مقتل هنية في طهران، وتلقي إيران باللوم في مقتل هنية على إسرائيل وتعهدت بالانتقام له، في حين تعهد حزب الله اللبناني حليف حماس أيضًا بالانتقام لمقتله وقائدها العسكري فؤاد شكر في غارة إسرائيلية في بيروت قبل ساعات.
وقال مسؤول كبير في حماس لوكالة “فرانس برس”: إن اختيار السنوار أرسل رسالة مفادها أن الجماعة المسلحة “تواصل طريق المقاومة”، وقال جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح المنافسة التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، إن القرار “منطقي ومتوقع”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن تعيين السنوار كان “سببًا مقنعًا آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الدنيئة عن وجه الأرض”.
ويعتقد المحللون وفق صحيفة ذا صن البريطانية، أن السنوار كان أكثر ترددًا من هنية في الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار. في الوقت نفسه، قال زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب متلفز بمناسبة مرور أسبوع على وفاة شكر، إن جماعته وطهران “ملزمتان بالرد” على وفاة هنية وشكر، قبل دقائق من خطابه، حلقت طائرات إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية، كاسرة حاجز الصوت في استعراض للقوة.
مع توتر المنطقة، قالت الولايات المتحدة، إنها تعمل “على مدار الساعة” لتجنب حرب شاملة، وأرسلت سفنًا حربية وطائرات مقاتلة إضافية إلى المنطقة لدعم إسرائيل، واتصل الرئيس جو بايدن بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي ساعدت بلاده في إسقاط طائرات بدون طيار وصواريخ إيرانية في هجوم على إسرائيل في أبريل.
تبع ذلك مكالمة مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وأخرى مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللذين كانت دولهما الوسيط الرئيسي في السعي إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة التي استمرت 10 أشهر، وانتقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الاثنين ما أسماه “الأعمال الإجرامية” التي ترتكبها إسرائيل “ضد الشعب المضطهد والعزل في غزة”، وكذلك مقتل هنية.
وقال بزشكيان، بحسب وكالة الأنباء الرسمية إيرنا، “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة، لكن هذا النظام سيتلقى بالتأكيد الرد على جرائمه وغطرسته”.
وتقول ذان صن البريطانية، إن تبادل حزب الله إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية طوال حرب غزة، حيث إن دبلوماسي أوروبي في تل أبيب، قال: إن “رداً منسقاً” ضد إسرائيل من إيران ووكلائها متوقع.
وأضاف، رافضًا الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالحديث عن هذه القضية، “هذا لا يعني أنه سيكون هناك رد فعل متزامن من جميع الجبهات”، وقال: “عليهم التوقف عن اللعب بالنار، لأن خطر اندلاع الحرائق أعلى من أي وقت مضى منذ السابع من أكتوبر”.