بعد أن استقالت تحت ضغط الاحتجاجات، غادرت رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة، إلى الهند بمروحية عسكرية، عقب استقالتها من منصبها، اليوم الإثنين.
وقالت وكالة رويترز، إن آلاف المحتجين اقتحموا المقر الرسمي لرئيسة الوزراء.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة استقالت وغادرت البلاد، اليوم الاثنين، كما اقتحم المتظاهرون قصرها، في الوقت الذي قُتل فيه المزيد من المواطنين فيما وصف بأنه واحد من أسوأ أعمال العنف في البلاد منذ أكثر من خمسة عقود.
واقتحم محتجون مبتهجون قصر رئيسة الوزراء بعد سماع خبر فرارها، بعد أكثر من شهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأفاد مصدر مقرب منها وكالة “فرانس برس”، طلب عدم كشف اسمه: “غادرت (رئيسة الوزراء) هي وشقيقتها” المقر الرسمي لرئاسة الوزراء في العاصمة، “إلى مكان أكثر أمانا”. وأضاف: “أرادت أن تسجل خطابًا، لكن لم تتح لها الفرصة لذلك”.
وأفادت صحيفة محلية بأن رئيسة وزراء بنغلادش على متن طائرة هليكوبتر عسكرية متجهة إلى الهند، بينما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن الشيخة حسينة قدمت استقالتها.
ونقلت “فرانس برس” عن إعلام محلي، أن آلاف المحتجين اقتحموا مقر رئيسة الوزراء في دكا، وأكد أحد كبار مساعدي الشيخة حسينة أن استقالتها “محتملة”، لكن المسؤول أوضح: “الوضع هو أن الأمر محتمل، لكني لا أعرف كيف سيحصل”.
ولوحت الحشود المبتهجة بالأعلام، ورقص البعض فوق دبابة في شوارع دكا صباح الاثنين، قبل أن يقتحم المئات بوابات المقر الرسمي لحسينة.
وبثت قناة (بنغلاديش 24) صورًا للحشود وهي تركض إلى المجمع، وتلوح للكاميرا أثناء الاحتفال.
وكان مصدر مقرب من حسينة، التي تبلغ 76 عاماً، قد صرح في وقت سابق لوكالة فرانس برس بأنها غادرت قصرها إلى “مكان أكثر أمانا”.
وقال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس، إن قائد الجيش البنغلاديشي، واكر الزمان، سيلقي كلمة للأمة بعد ظهر الاثنين، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وكالة فرانس برس للأنباء، بمقتل نحو 300 مواطن حتى الآن، بينهم ما لا يقل عن 94 قتيلاً في يوم الأحد وحده، بما يشمل 13 ضابط شرطة، وهو أسوأ رقم للضحايا في يوم واحد خلال المظاهرات التي شهدها تاريخ بنغلاديش الحديث.
وتقول وسائل الإعلام والمحتجون في بنغلاديش، إن الشرطة مسؤولة إلى حد كبير عن ارتفاع عدد القتلى، في حين تقول الحكومة إن الضباط لم يفتحوا النار إلا دفاعاً عن النفس أو حمايةً لممتلكات الدولة.
وردت الحكومة في وقت سابق بتنفيذ حظر تجوال غير مسبوق على مستوى البلاد، ومواصلة قطع الوصول إلى الإنترنت في أجزاء من البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.
بدأت الاحتجاجات، التي استمرت منذ أوائل يوليو، بمطالبَ سلميةٍ من طلاب الجامعات، بإلغاء الحصص في وظائف الخدمة المدنية، التي يُخصص ثلثها لأقارب المحاربين القدامى في حرب بنغلاديش من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971.
وزعم الناشطون أن النظام تمييزي ويجب إصلاحه، لكن وعلى الرغم من تلبية مطالبهم إلى حد كبير، فقد تحولت الاحتجاجات منذ ذلك الحين إلى حركة مناهضة للحكومة على نطاق أوسع.
وكانت الشيخة حسينة تحكم البلاد منذ عام 2009، وقد وصفت المتظاهرين ضد إدارتها بأنهم “إرهابيون يسعون إلى زعزعة استقرار الأمة”.
ودعت الأمم المتحدة إلى إنهاء “العنف المروع”، وحثت السياسيين وقوات الأمن في بنغلاديش على ضبط النفس.
وقال رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك – في بيان- يوم الأحد: “يتعين على الحكومة أن تكف عن استهداف المشاركين سلمياً في حركة الاحتجاج، والإفراج فوراً عن المعتقلين تعسفياً، واستعادة الوصول الكامل إلى الإنترنت، وخلق الظروف لحوار هادف”.
ومع التخطيط لتنظيم مسيرات جديدة في العاصمة دكا، تتزايد المخاوف من إراقة المزيد من الدماء.
ومع تحول التظاهرات إلى حملة وطنية للعصيان المدني، لم تظهر بعد أي علامات على التراجع.
وتقول الدكتورة سامينا لوثفا، الأستاذة المساعدة لعلم الاجتماع في جامعة دكا، لبي بي سي: “لم يعد الأمر يتعلق بالطلاب، بل يبدو أن الناس من جميع الخلفيات انضموا إلى حركة الاحتجاج”.