بعد الصاروخ الذي سقط في بلدة مجدل شمس بالجولان، واتهم الجيش الإسرائيلي “حزب الله” بالوقوف وراء الهجوم، وهدد بالرد عليه، ورغم نفي الحزب مسؤوليته عن ذلك، تزايدت المخاوف العالمية من اشتعال الحرب بلبنان، إذ يبدو أن الأمور تتخذ مسارًا مخيفًا هذه المرة.
وبسبب ذلك، اتخذت دول وهيئات قرارات جديدة، لذا طالبت دول غربية وعربية رعاياها بمغادرة لبنان في أسرع وقت، بينما علقت شركات طيران رحلاتها.
قالت مجموعة لوفتهانزا، في بيان اليوم الإثنين، إنها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 يوليو بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط، وأضافت الشركة، أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغزولوفتهانزا جرى تعليقها “كإجراء احترازي”.
كما أعلنت شركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية، اليوم الاثنين أيضًا، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
وألغت “لوفتهانزا” و”يورو وينغز” التابعة لها 3 رحلات إلى بيروت كان من المقرر أن تنطلق بعد ظهر اليوم الاثنين، بحسب ما أظهرته لوحة مواعيد إقلاع ووصول الرحلات في المطار وموقع تتبع الرحلات فلايت رادار 24.
وأظهرت بيانات فلايت رادار 24 أيضًا أن “الخطوط الجوية التركية” ألغت رحلتين ليل الأحد.
كما ألغت شركة “طيران صن إكسبرس” التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة “إيه جيت” التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة “طيران إيجه” اليونانية و”الخطوط الجوية الإثيوبية” وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.
كما توالت دعوات دول غربية وعربية لرعاياها بالمغادرة، وسط مخاوف من تداعيات التصعيد بين إسرائيل وميليشيا اللبنانية، وتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة، بحسب وكالة “الأناضول”.
ومنها السفارة الأمريكية في بيروت، حيث دعت في بيان عبر موقعها الإلكتروني، رعاياها بـ “مراجعة تحذير السفر الحالي، الذي يحث بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان”، وحث التحذير الحالي المواطنين الأمريكيين بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان، وكذلك أوصاهم بالتسجيل في برنامج التسجيل (STEP) لتلقي التنبيهات وتسهيل تحديد موقعهم في حالة الطوارئ.
وأضاف البيان، أن السفارة الأمريكية “تلفت انتباه المواطنين إلى حقيقة مفادها أنه وسط التوتر المتزايد في المنطقة، تقوم بعض شركات الطيران بتعديل جداول رحلاتها في لبنان”، ونصحت السفارة الأمريكية مواطنيها المسافرين من أو إلى لبنان بمراقبة حالة رحلاتهم من كثب، وأن يكونوا على دراية بأن مسارات الرحلات قد تتغير مع القليل من التحذير أو دونه، وأن يضعوا خططًا بديلة.
كما أكدت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، في بيان، أنها تواصل تقديم النصح لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وتشجع المقيمين في البلاد على المغادرة.
وقامت الخارجية البريطانية بتحديث تحذيرها بشأن السفر، وحثت مواطنيها على توخي الحذر الشديد، وتجنب “السفر إلى لبنان”.
وأفادت وكالة “أنسا” الإيطالية للأنباء، الاثنين، بأن وزير الخارجية أنطونيو تاياني، حث رعايا البلاد على مغادرة لبنان في أقرب وقت.
ومن جهتها، دعت ألمانيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان بشكل عاجل خوفًا من التعرض للأذى، وحثت جميع الأطراف على “منع التصعيد”، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الاثنين: “ننصح الرعايا الألمان بمغادرة لبنان بشكل عاجل”.
وطالبت وزارة الخارجية الدنماركية بدورها، رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وشجعتهم على مغادرة البلاد “ما دام ذلك ممكنًا”.
وقالت السفارة النرويجية في بيروت، عبر صفحتها بـ” فيسبوك”، اليوم: “تصاعد الصراع بين حزب الله في لبنان وإسرائيل”، وذكّرت السفارة بـ”نصائح السفر التي تشجّع جميع رعاياها على مغادرة لبنان”، موضحة أنه “في حال تدهور الوضع، قد تصبح خيارات السفر خارج لبنان محدودة”.
وأعاد وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، التذكير بتعليمات وزارة خارجية بلاده بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورًا، بعد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وكتب عبر حسابه بمنصة “إكس”: “لقد قلت ذلك مرات عديدة وأقول مرة أخرى من الضروري للمواطنين السويديين مغادرة بيروت أو الامتناع عن الذهاب إليها”، مضيفًا: “يرجى الاستجابة لهذا”.
وجددت وزارة الخارجية الفرنسية، بدورها، في بيان الأحد، دعوة رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وأعربت عن إدانتها للهجوم على قرية مجدل شمس، داعية إلى “تجنب أي تصعيد عسكري جديد”.
كما دعت الوزارة الفرنسية جميع أطراف إلى بذل كافة الجهود لتجنب أي تصعيد عسكري جديد، قائلة: “سنواصل العمل مع الأطراف لتحقيق هذه الغاية”.
وقالت وزارة خارجية بلجيكا – في بيان-: “في ضوء التداعيات الأخيرة التي شهدتها بلدة مجدل شمس، نذكّر مواطنينا بالتحذير بشأن السفر إلى إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية ولبنان”، وشدد البيان على ضرورة مغادرة البلجيكيين لبنان، وأدان بشدة الهجوم.
وكانت هولندا والسعودية والكويت، دعت في أواخر يونيو الماضي، إلى مغادرة لبنان، جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
كما قابل حادث مجدل شمس تحذيرات عربية من الذهاب لحرب إقليمية بالمنطقة، وحذرت الخارجية المصرية في بيان الأحد، من “مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”، وأكدت “أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب”.
وناشدت مصر، “القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين”.
كما حذرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، من “التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة”.
والسبت، قُتل 12 شخصًا من الطائفة الدرزية، معظمهم من الأطفال، وأُصيب نحو 40 آخرين جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس بالجولان، وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي “حزب الله” بالوقوف وراء الهجوم، وهدد بالرد عليه، ونفى الحزب مسؤوليته عن ذلك.