ذات صلة

جمع

بروفايل| محمد الضّيف.. ذراع حماس العسكرية والرجل ذو التسع أرواح الذي حيّرّ إسرائيل

يلقب بالذراع العسكرية للحركة باعتباره قائدا لكتائب القسام، كما أنه صاحب الصوت الشهير للإعلان عن عملية طوفان الأقصى، بينما تعتبره إسرائيل “القط ذو التسع أرواح” بعدما فشلت كل محاولاتها لاغتياله على غرار قائده زعيم حركة حماس يحيي السنوار، فهكذا يُعرف محمد الضّيف.

محمد الضّيف، الذراع العسكرية للحركة باعتباره قائدًا لكتائب القسام، وهو صاحب الصوت الشهير للإعلان عن عملية طوفان الأقصى، قال فيه: إن “مواقع وتحصينات العدو استُهدفت بخمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى” من الهجوم.

وتصف حماس الضيف بأنه “رئيس أركان المقاومة”، بينما تعتبره إسرائيل هدفًا ثمينًا لتحاول اغتياله عدة مرات ولكنه نجا منها، كان آخرها في عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر؛ ما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما، لذا لقب بـ”القط ذي الأرواح التسعة” من قبل أعدائه، وبات شخصية أسطورية في عيون الفلسطينيين.

تسلط الضوء عليه خلال الأيام الأخيرة، بعد فشل محاولة اغتياله، حيث كشف مسؤولون عرب خلال حديثهم لقناة إسرائيلية عن مكان تواجد قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف بعد محاولة الاغتيال الأخيرة في خان يونس.

وقال المسؤولون لقناة “آي 24 نيوز”، إنه لم يتم العثور على الضيف في مستشفى ناصر الذي نقل إليه المصابون بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة المواصي في خان يونس، وأضافوا أنه عقب الضربة التي قالت إسرائيل إن هدفها محمد الضيف تم نقله إلى نفق تحت الأرض.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”: إن إسرائيل استخدمت عددًا من القنابل ذات الزنة الكبيرة في محاولتها الأخيرة لاغتيال قائد الجناح العسكري في حماس محمد الضيف في الغارة التي نفذتها على منطقة المواصي في غزة يوم السبت الماضي.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بـ”المطلعين”، قولهم: إن الضيف كان مختبئا في مجمع جنوب غزة، قصفته إسرائيل بـ8 قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل، وأدت قوة انفجار الذخائر الموجهة إلى تحويل الهدف إلى “حفرة مشتعلة”، وفق الصحيفة.

كما قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، إن التقرير الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي وذكر أن الغارة على خان يونس بقطاع غزة، السبت، استهدفت قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف “كلام فارغ”.

وأضاف أبو زهري لرويترز: “جميع الضحايا هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي.. هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق”.
ويعتقد أن محاولات اغتيال سابقة لضيف تركته معاقًا، وقد يكون فاقدًا لعين وأطراف.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي، أن الضيف قد تطورت لديه مشاكل صحية تجبره على قضاء وقت أكثر من قادة حماس الآخرين فوق الأرض، خارج شبكة الأنفاق.

ولد محمد الضيف، باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، أصبح يُعرف فيما بعد باسم محمد الضيف، بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى عام 1987.

وبعد عامين فقط من انضمامه إلى حماس، ألقي القبض عليه، وأمضى 16 شهرًا في سجون إسرائيل، وطور الضيف شبكة أنفاق حماس في قطاع غزة، كما طور خبرته في صناعة القنابل.

وقالت مصادر من حماس، إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه، بمحاولات اغتيال سابقة، بعد أن نجا من محاولات اغتيال عدة، أطلق عليه أنصاره في غزة لقب “الرجل ذو التسع أرواح”، يعتقد أن الضيف كان العقل المدبر لمعظم هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

يُكنّى محمد الضيف بـ “أبو خالد”، وجاءت هذه الكنية بعد دوره التمثيلي في إحدى المسرحيات أيام الدراسة الجامعية، وهي مسرحية “المهرج”، وكان يلعب فيها دور “أبو خالد” وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي، ويُعرف باسم الضيف مجازاً، إشارة إلى أسلوب حياته المتنقل، إذ يتنقل من مكان إلى آخر تجنباً للغارات الجوية الإسرائيلية.

وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأظهر ولعاً بالفنون، إذ ترأس حينها لجنة الترفيه في الجامعة وقدم عروضاً مسرحية كوميدية على خشبة المسرح.

وفي عام 2002، أصبح الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام؛ بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة بغارة إسرائيلية، وأُدرج الضيف عام 2015 على اللائحة السوداء الأمريكية “للإرهابيين الدوليين”، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في ديسمبر الماضي.

يمتلك الضيف تاريخًا عسكريًا طويلًا جداً، بدأ في ثمانينيات القرن الماضي. ومنذ نحو 30 عاماً شارك الرجل في عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بدءًا من اختطاف جنود وهجمات صاروخية، مروراً بعمليات عسكرية، ووصولاً إلى هجوم السابع من أكتوبر الماضي، الذي يُعتقد أنه “العقل المدبر” له، إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار.

ويُنسب إلى الضيف، بعد توليه القيادة، الفضل في تصميم سلاح حماس الأبرز: صواريخ القسام، وشبكة الأنفاق التي حفرت تحت غزة.

وهذه الأنفاق هي المكان الذي يُعتقد أن الضيف يقضي معظم وقته فيها متخفياً بعيداً عن أنظار الجيش الإسرائيلي وموجهاً منها عمليات حماس.

وكان الضيف، الذي عزز استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ، قد تعلم صناعة القنابل والقذائف الصاروخية على يد يحيى عياش المعروف باسم “المهندس” وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الذي اغتالته إسرائيل عام 1996.

spot_img