في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فتحت مراكز الاقتراع في المدن والبلدات التي يسيطر عليها النظام السوري أبوابها، لأفراد الشعب لاختيار أعضاء “مجلس الشعب”، وسط مقاطعات شعبية واسعة.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزًا في مناطق سيطرة حكومة دمشق، أبوابها عند الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي (الرابعة فجرًا بتوقيت غرينتش)، على أن تغلق عند الساعة السابعة مساءً.
وأدلى الآلاف من قوات النظام السوري وموظفي الدوائر الحكومية، بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، صباح الإثنين، داخل مربعات أمنية صغيرة بمدينتي الحسكة والقامشلي” شمالي البلاد، اللتان تشهدان إقبالًا ضعيفًا على صناديق الاقتراع، حيث لا يُتوقع أن تحدث تغييرًا في المشهد السياسي بالبلاد، وتشهد مقاطعة بمحافظة السويداء.
ويتنافس 1516 مرشحًا للوصول إلى 250 مقعدًا، بعد انسحاب أكثر من 7400 مرشح، وفق اللجنة القضائية العليا للانتخابات، فيما تتوزّع المقاعد مناصفة تقريبًا بين قطاع العمّال والفلاحين (127 مقعدًا) وبقيّة فئات الشعب (123 مقعدًا).
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن عدد المرشحين بلغ 1516 مرشحًا، يتنافسون على 250 مقعدًا في مجلس الشعب، وتم إعداد لوائح بأسمائهم وإرسالها إلى كل مراكز الاقتراع، والتي بلغ عددها 8151 مركز اقتراع في جميع المحافظات السورية.
وتعد هذه الانتخابات التي حدّد الرئيس بشار الأسد موعدها، رابع انتخابات برلمانية تُجرى بعد اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، كما أدلى الرئيس السوري بشار الأسد بصوته في انتخابات أعضاء مجلس الشعب بأحد المراكز الانتخابية بدمشق.
وأفادت شبكات إخبارية سورية، بأن عدة مدن وبلدات في محافظة السويداء الجنوبية تشهد مقاطعة واسعة لانتخابات مجلس الشعب التابع للنظام، وسبق أن استولى محتجون في السويداء على صناديق الاقتراع في بلدتي المزرعة والقرية بأطراف المدينة.
وتشهد السويداء حراكًا سلميًا منذ أغسطس الماضي، للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد وتطبيق القرارات الدولية التي تدعو إلى حل سلمي للأزمة السورية.
كما أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، “فرضت إجراءات أمنية مشددة في محيط المربعات الأمنية التابعة لقوات النظام في شمال سوريا، للتضييق على إجراء تلك الانتخابات”، ومنعت “قسد”وضع صناديق الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مدن منبج والطبقة وكوباني والرقة والريف الشرقي لمدينة دير الزور، بالإضافة إلى بقية المناطق الخاضعة لسيطرتها في منطقتي القامشلي والحسكة على الحدود السورية التركية.
وفي ظل تلك الانتخابات، تستمر إيران في دعم عدد من شخصيات سورية يشكلون ذراعًا ناعمة تدافع عن مصالحها، رغم حضورها الطاغي وتغلغلها في سوريا أمنيًا وعسكريًا وثقافيًا، في عملية ترسيخ مدروسة لهيمنتها على البلاد مستغلة الأزمة السورية منذ الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مارس 2011.
وكشف تقرير أصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الدفع بموالين لإيران إلى مجلس الشعب هدفه السيطرة على القرار السوري وفق الدستور؛ إذ لا تكتفي إيران بتوسيع نفوذها عبر إرسال من تسميهم مستشارين هم في الحقيقة قيادات في فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، ولا بتشكيل ميليشيات شيعية باكستانية وأفغانية (زينبيون وفاطميون) ونشرها في سوريا للدفاع عن مصالحها بحجة الدفاع عن مراقد مقدسة، ولا بالتغلغل في مؤسسات النظام.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتصدر قائمة المرشحين الرئيسيين من قبل هاشم المسعود السطام، الذي يترأس مجموعة يُطلق عليها اسم أسود العكيدات تابعة للحرس الثوري الإيراني. ويعرف عن “المسعود” نفوذه ودعمه المالي وتوليه الإشراف على خلايا التجنيد في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
ويُعدّ المسعود ونجله بسام السطام من المسؤولين عن تنظيم التجنيد في الميليشيات الإيرانية، وينسقان مع شخصيات محلية تابعة للأمن السياسي. كما أن له وجودًا سياسيًا وحضورًا مدنيًا وقبليًا قويًا، وفق المرصد السوري، ويضاف إلى المسعود كلٌ من فراس الجهام قائد ميليشيا الدفاع الوطني، وهو من الناجحين في ما يعرف باستئناس البعث، وترشحه أو تدعمه فروع حزب البعث في المحافظات السورية، وهو قائد لميليشيات الدفاع الوطني، ويتهمه أبناء المحافظات التي يعمل بها بارتكاب عشرات الجرائم التي تصنف جرائم حرب، إلى جانب النظام، إضافة إلى تاريخه المعروف في تجارة المخدرات.
وتنظم انتخابات البرلمان التابع للنظام السوري مرة كل 4 سنوات، يفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبيّة المقاعد، في حين تغيب أية معارضة فعلية مؤثرة داخل سوريا، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
وتنتقد تحالفات سياسية معارضة تأسست خارج البلاد، “عبثية” الانتخابات. وفي هذا الصدد قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، بدر جاموس – في وقت سابق-، إنها “تكرار لكل الانتخابات السابقة التي تمثّل السلطة الحاكمة وحدها” بغياب تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري، حسب “فرانس برس”.