انقلبت الأمور رأسًا على عقب في الولايات المتحدة خلال الساعات القليلة الماضية، إثر محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تجمع انتخابي، إذ تعرض لإطلاق الرصاص ما تسبب في إصابته بأذنه، وعلى الفور انهالت التعليقات بالتنديد بتلك الأفعال الإجرامية واغتيال المرشح الرئاسي.
وبين تلك التنديدات الواسعة الداخلية والخارجية، جاءت تلميحات بتورط الرئيس الأميركي جو بايدن في تلك الواقعة المثيرة للجدل، وبالفعل ألقى عضو مجلس النواب الجمهوري مايك كولينز من ولاية جورجيا اللوم على بايدن في محاولة اغتيال دونالد ترامب.
وقال كولينز، وهو عضو جديد في الكونغرس من منطقة شرق أتلانتا، وله تاريخ من التصريحات الاستفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي: “يجب على المدعي العام الجمهوري في مقاطعة بتلر، بنسلفانيا، أن يوجه على الفور اتهامات ضد بايدن بتهمة التحريض على الاغتيال”.
وقال – في تغريدة على موقع “إكس”-: “أرسل جو بايدن الأوامر”، وشارك اقتباسًا من حديث سابق لبايدن، قال فيه: إنه يريد “وضع ترامب في مرمى النيران”.
فيما جاء في تسجيل حصلت عليه صحيفة “بوليتيكو”، قال بايدن في مكالمة مع المانحين: “لدي مهمة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب. وأنا متأكد تمامًا من أنني الشخص الأفضل القادر على القيام بذلك. لذا، انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترامب في مرمى النيران”.
ومن الواضح أن تعبير بايدن مجازيًا مقصده أنه يريد التغلب على ترامب في السباق الانتخابي، لاسيما بعد أدائه الكارثي في المناظرة التي جمعتهما، ولكن يبدو أن التداعيات ستمتد إلى ما هو أبعد من السياسة، حيث دعا أعضاء من كلا الحزبين إلى إجراء تحقيق في الأمر.
كما ألقى العديد من الجمهوريين باللوم في أعمال العنف على بايدن وحلفائه، بحجة أن الهجمات المستمرة على ترامب تعتبر تهديدًا للديمقراطية وخلقت “بيئة سامة”، ولفتوا بشكل خاص إلى تعليق أدلى به بايدن للمانحين في الثامن من يوليو الجاري، قال فيه: “حان الوقت لوضع ترامب في مركز الهدف”.
ومن ناحيته، قال السيناتور الجمهوري جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب: إن “الأمر لا يتعلق اليوم بمجرد حدث منعزل”، مضيفًا: “العنف السياسي بجميع أشكاله غير أميركي وغير مقبول، وهناك أسئلة كثيرة والأميركيون يطالبون بإجابات، والفرضيّة الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن، وقد أدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب”.
لذا سارع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إدانة الهجوم على منافسه الجمهوري دونالد ترامب، وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس بايدن، تحدث مع ترامب، بالإضافة إلى حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وعمدة بتلر بوب داندوي.
وخرج بايدن خطابه للأمة بعد حوالي ساعتين من إطلاق النار على ترامب، قائلا: “يجب على الجميع إدانة محاولة الاغتيال المشتبه بها للرئيس السابق دونالد ترامب”، مضيفًا أنه يشعر بالارتياح لأن تقارير تفيد بأن ترامب “في حالة جيدة”، موضحًا أنه لم يتمكن من الاتصال بترامب قبل تصريحاته، لكن البيت الأبيض قال لاحقًا إنه تحدث مع ترامب بعد عدة ساعات.
وتابع بايدن – الذي كان يتحدث بدون شاشة تلقين-، “لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك، إن فكرة وجود عنف مثل هذا في أميركا لم يسمع بها من قبل”.
وأشار: “أنا ممتن لسماع أنه آمن وبصحة جيدة، أصلي من أجله ومن أجل عائلته ومن أجل جميع الذين كانوا في المسيرة، ونحن في انتظار المزيد من المعلومات”، معربًا عن امتنانه للخدمة السرية لإيصاله إلى بر الأمان.
وكان بايدن يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزله على الشاطئ في ولاية ديلاوير، وكان في كنيسة قريبة لحضور قداس عندما وقع إطلاق النار، وفي وقت لاحق قطع عطلة نهاية الأسبوع التي يمضيها هناك عائدًا إلى البيت الأبيض لمراقبة الوضع.
وانتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، السبت، خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا، قبل أيام من قبول ترشيح الحزب الجمهوري للمرة الثالثة، وأدى وابل من إطلاق النار إلى إثارة حالة من الذعر، وحاصر جهاز الخدمة السرية الرجل الملطخ بالدماء، الذي قال إنه أصيب برصاصة في أذنه اليمني.
وسارع ترامب إلى سيارته بينما كان يضرب بقبضته في الهواء استعراضًا للتحدي، وقالت حملة ترامب: إن المرشح الجمهوري “على ما يرام” بعد إطلاق النار.
وكتب الرئيس السابق على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به: “عرفت على الفور أن هناك خطأ ما، حيث سمعت صوت أزيز وطلقات نار، وشعرت على الفور برصاصة تخترق الجلد… حدث نزيف كثير”.