مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله ببدء حرب عنيفة في لبنان، حذر الخبراء والمحللون من اندلاع صراعات مدوية وخطيرة إثر ذلك، خاصة مع احتمالات تدخل ميليشيات إيران في سوريا والعراق واليمن بالإضافة إلى حركات حماس والجهاد في الضفة الغربية.
وأجرى معهد أبحاث الإرهاب في جامعة رايخمان دراسة حول سيناريوهات حرب مع حزب الله بمشاركة 100 خبير عسكري وأكاديمي، خرجوا فيها باستنتاجات مفزعة؛ إذ قالوا إن من شأن حرب كهذه أن تتسع فورًا لتصبح متعددة الجبهات، بمشاركة ميليشيات إيران في سوريا والعراق واليمن وقد تنضم إليها حركتا حماس والجهاد في الضفة الغربية.
وتتوقع الدراسة أن يطلق حزب الله طيلة 21 يومًا كمية هائلة من الصواريخ بمعدل 2500 إلى 3000 صاروخ في اليوم ويركز هجومه على إحدى القواعد العسكرية أو المدن في منطقة تل أبيب، وكذلك على مناطق حساسة أخرى، مثل محطات توليد الكهرباء وآبار الغاز ومفاعل تحلية المياه والمطارات ومخازن الأسلحة. وبالإضافة إلى الدمار الذي سيحدثه هذا القصف، ستنفجر فوضى لدى الجمهور الإسرائيلي.
كذلك، سيحاول حزب الله الدفع بخطته القديمة، في إرسال فرق الرضوان لتخترق الحدود الإسرائيلية وتحتل بلدات عدة، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر وأكثر، وهو ما ينذر بحرب أسوأ من طوفان الأقصى بغزة.
ومن ناحيته، علق الدكتور مبارك آل عاتي، الكاتب والباحث السياسي، في تغريدة عبر صفحته بمنصة “إكس”، مستبعدًا انخراط الميليشيات في تلك الحرب لأسباب عدة.
وكتب مبارك آل عاتي: “أستبعد أن تنخرط الميليشيات الايرانية بشكل جماعي وفاعل في الحرب بجانب #حزب_الله ، وستكتفي بعمليات محدودة لحفظ ماء الوجه كما جرى مع حماس بعد 7 أكتوبر لأسباب عديدة”.
وفسر ذلك لأسباب منها: “ان هذه الميليشيات تعلم أن آلة الحرب (الغربية) على مقربة أمتار من حدود هذه الميليشيات وستدفع ثمنًا باهظًا وستدمر الدول التي تحتضنها!!، وأيضًا أن إيران لا تريد أن تخسر ميليشياتها دفعة واحدة وفي حرب واحدة”.
وتابع آل عاتي: “بالإضافة إلى أن إيران تريد حماية ما توصلت له في مفاوضاتها مع #واشنطن ولا تريد الدخول في حرب حتى لا تعطي أي ذريعة لقصف ما أنجزته في برنامجها النووي خصوصًا وهي ترقب عودة #ترامب المحتملة، والأخطر في هذا السياق أن تحرك #إيران #الحوثي لفتح حرب جديدة موازية وتشعل المنطقة وتشغل العالم عن مشاريعها المزعزعة للاستقرار”.
وبحسب التقارير ومنذ حرب لبنان الثانية، يشكّل حزب الله التهديد العسكري الرئيسي لإسرائيل؛ نظرًا لضخامة قواته المدعومة إيرانيًا وبصفته “رأس الحربة في محور المقاومة”، وتتكون الترسانة الرئيسية للحزب مما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة وأسلحة إحصائية أخرى، بالإضافة إلى مئات الصواريخ الدقيقة الموجهة، والمتوسطة والطويلة المدى، التي تغطي المنطقة المأهولة بالسكان في إسرائيل.
فيما يكمن الضرر الرئيسي المحتمل لهذا المخزون في الصواريخ الدقيقة، والتي تشمل صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الدقيقة القصيرة المدى المضادة للدبابات، والصواريخ الساحلية المتقدمة وآلاف الطائرات والمروحيات المُسيّرة.
وفي حرب 2006، عندما خاض الجانبان حربًا استمرت 34 يومًا، كان لدى حزب الله نحو 15 ألف صاروخ وقذيفة، غالبيتها العظمى لم تكن موجهة ومداها أقل من 20 كيلومترًا؛ مما يعني أنها لم تكن قادرة على الوصول لمدينة حيفا شمالي إسرائيل. وقد أطلق الحزب نحو 120 صاروخًا يوميًا في تلك الحرب؛ ما أسفر عن مقتل 53 إسرائيليًا وإصابة 250 وإلحاق أضرار مادية جسيمة.
أما اليوم، فإلى جانب ما ذُكر، هناك أيضًا المنظومات السيبرانية المتقدمة، القادرة على التسبب بأعمال قتل جماعي وأضرار مدمرة للأهداف المدنية والعسكرية، بما في ذلك البنية التحتية الوطنية الحيوية، فالموارد العسكرية التي يملكها حزب الله كبيرة كمًّا ونوعًا، بما يضاهي عشرات أضعاف القدرات العسكرية لحماس قبل اندلاع الحرب، والأهمية الاستراتيجية هي أن حزب الله يمتلك البنية التحتية والقدرات العسكرية اللازمة لشنّ حرب طويلة، ربما لأشهر عدة، وإلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل.