ذات صلة

جمع

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

قرار الجنائية الدولية باعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. وسط ترحيب حماس ورفض إسرائيلي أمريكي

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، أنها أصدرت أوامر...

‎ستكون كارثية أكثر من أزمة غزة.. توقعات مخيفة للحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان

في ظل التوترات العالمية بشأن اشتعال الحرب بلبنان بين إسرائيل وحزب الله، تتصاعد تهديدات تل أبيب بأن ذلك الأمر لا مفر منه باندلاع نزاع مسلح بين الطرفين، ما ينذر بكارثة ضخمة قدرها عدد من المحللين بأنها ستكون أسوأ من حرب غزة.

ونظرًا للإدراك الدولي لحجم الكارثة، تتواصل الجهود الدبلوماسية على أمل إقناع الجانبين بضرورة درء الخطر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة، لذا طرحت صحيفة “إيكونوميست” سيناريو الحرب إن تحقق.

وقالت الصحيفة، إن إسرائيل إذا قررت شن حرب لإضعاف حزب الله، فقد تتضمن هذه الحرب غزوا بريًا محدودًا لجنوب لبنان، وهذا وحده يشكل مهمة عسكرية كبرى، ففي عام 2006 عندما خاض الجانبان حرباً استمرت 34 يوماً، استخدمت فرق حزب الله مئات الأسلحة المضادة للدبابات، الأمر الذي صدم الجيش الإسرائيلي.

وفي عام 2006، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية نحو 100 هدف في اليوم، أما الآن يتفاخر الضباط الإسرائيليون بالقدرة على ضرب أكثر من 3000 هدف.

وخسر حزب الله على مدى 9 أشهر ماضية ما يقرب من 400 مقاتل، ومعظم بنيته التحتية العسكرية في الجنوب، ويقول مسؤولون استخباراتيون غربيون: إن إيران لا تعتقد أن الحزب مستعد لحرب كبيرة.

فيما يحذر آخرون في الجيش الإسرائيلي من الاستسهال، ويقول ضابط درس حزب الله وإمكانياته: إنه مستعد للتصدي للهجوم الإسرائيلي بشكل أفضل من استعداد أوكرانيا لدخول روسيا عام 2022.

ويرى خليل الحلو، وهو جنرال لبناني متقاعد، أن حزب الله ربما “يمتص الصدمة”، قبل أن يضرب إسرائيل “بتكتيكات حرب العصابات”، بما في ذلك من شبكة أنفاق واسعة النطاق، تم بناؤها بمساعدة من كوريا الشمالية.

وحدثت 4 تغييرات رئيسية منذ عام 2006، الأول أن حزب الله حصل على مجموعة واسعة من الطائرات بدون طيار الانتحارية المصممة في إيران، والآن تمتلك العديد من دبابات الجيش الإسرائيلي والمركبات المدرعة أنظمة حماية نشطة يمكنها مواجهة الصواريخ المضادة للدبابات، لكن الطائرات بدون طيار تستهدف نقاطا أضعف في الجزء العلوي من المركبات.

أما الثاني فهو تطور القوات البرية لحزب الله، وقوة الرضوان دليل على ذلك، وثالثاً، تعلم الحزب من خلال تجربتها في القتال في سوريا إلى جانب القوات الجوية الروسية قيمة الرؤوس الحربية المتفجرة الأثقل وزناً.

وقبل أن تعبر القوات الإسرائيلية الحدود، فمن المؤكد أن إسرائيل ستشن غارات جوية بهدف القضاء على أكبر قدر ممكن من منصات إطلاق الصواريخ ومخزونات حزب الله، ولا مفر من وقوع خسائر بين المدنيين، فالكثير من منصات الإطلاق موجودة في القرى.

كما سيؤدي هذا إلى المزيد من التصعيد؛ لأن حزب الله سيكون لديه الحافز لإطلاق صواريخه باتجاه وسط إسرائيل، وإذا حدث هذا، فمن المرجح أن تصعد إسرائيل خطوتين أخريين، فتضرب أهدافاً سياسية، بما في ذلك مقار حزب الله في المدن، والبنية الأساسية المدنية في لبنان.

وحاليًا، تقتصر ضربات حزب الله الصاروخيةإلى حد كبير على الأهداف العسكرية في شمال إسرائيل، وفي حالة الغزو البري للبنان، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى توسيع نطاق وكثافة هذه الحملة.

وحذر تقرير أعده مجموعة من الخبراء الإسرائيليين بالتعاون مع جامعة رايخمان من أن حزب الله قد يطلق 2500 إلى 3000 صاروخ يومياً، أي ما يعادل 25 ضعف معدل عام 2006، لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، وسوف يكون هذا أكبر وابل صاروخي مستمر في التاريخ.

ونوه شاؤول جولدشتاين، رئيس شركة نوجا للطاقة، من أن هجمات حزب الله على شبكة الطاقة قد تخلف عواقب مدمرة، وقال: “الخلاصة هي أنه بعد 72 ساعة، من المستحيل أن نعيش في إسرائيل. نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية. نحن نعيش في عالم خيالي”.

ومما لا شك فيه أن الجيش الإسرائيلي سوف يسعى إلى الحد من التهديد الصاروخي للحزب من خلال معالجة المشكلة على الأرض، وقد بدأ بالفعل في القيام بذلك، ففي فبراير ومايو هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مبان في وادي البقاع تم تحديدها كمواقع لإنتاج الصواريخ الموجهة.

وتم العثور على المستودعات ومنصات الإطلاق وضربها أمر صعب، ومنذ يناير نقل حزب الله العديد من أسلحته الأكثر أهمية من الجنوب إلى وادي البقاع وفاريا، وهي منطقة جبلية، حسبما يقول مصدر استخباراتي غربي، مما يجعل استهدافها أكثر صعوبة، كما تحسنت دفاعات الحزب الجوية، وهو ما قد يحد من حرية المناورة للقوات الجوية الإسرائيلية.

وفي حال لم تتمكن إسرائيل من وقف الصواريخ قبل إطلاقها، فسوف تعتمد على شكل بدائي من أشكال الردع، وإذا اضطرت إلى خوض حرب مع حزب الله، فإن أهداف إسرائيل، كما كتب إسحاق غيرشون، الذي كان نائب قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، سوف تتلخص في “تدمير دولة لبنان من جذورها”.

ووفقا لـ “الإيكونومست”، ففي بداية الحرب، سوف يضطر كل جانب إلى اتخاذ أحكام صعبة بشأن مدى دعم رعاته له، خاصة إن إسرائيل واثقة من أن أميركا سوف توفر قدراً من الدفاع الجوي والصاروخي، وتشير التقييمات الإسرائيلية إلى أن إيران قد تتدخل بشكل مباشر، ربما من خلال ضربات صاروخية بعيدة المدى، في حال استهدفت إسرائيل قيادة حزب الله.

spot_img