بعد أعوام من توليه منصبه الهام في بلاده ماليزيا، جمعته علاقة وثيقة مثيرة للجدل مع تنظيم “الإخوان المسلمين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، لينخرط “مهاتير محمد” في أجنداتهم الإرهابية، ويروج لأفكارهم المتطرفة.
وفي آخر أوجه دعم “مهاتير محمد” للإخوان وتركيا، تمثل ذلك في حملتهم ضد فرنسا ومقاطعة منتجاتها لدعم اقتصاد أردوغان المنهار، لذلك نشر عبر موقعه الرسمي، وصفحته الرسمية بموقع “تويتر” مجموعة من التغريدات عن مقالته الأخيرة بعنوان “احترم الآخرين”.
تضمنت التغريدات والمقالة مجموعة من الأفكار التحريضية ضد فرنسا لإشعال الفتنة الإسلامية تجاه باريس، مستغلاً غضب المسلمين، حيث كتب أنه “تم ذبح مدرس في فرنسا على يد صبي شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا، غضب القاتل من قيام المعلم بعرض صورة كاريكاتورية للنبي محمد، قصد المعلم إظهار حرية التعبير”، مضيفًا: “القتل ليس عملاً أوافق عليه كمسلم، لكن بينما أؤمن بحرية التعبير، لا أعتقد أنها تتضمن إهانة الآخرين، لا يمكنك أن تصعد إلى رجل وتلعنه لمجرد أنك تؤمن بحرية التعبير”.
وأشار إلى أنه في ماليزيا، يوجد أناس من أعراق وديانات مختلفة، ولكنهم تجنبوا النزاعات الخطيرة بين الأجناس لإدراكهم الحاجة إلى أن مراعاة حساسية ذلك الأمر، من أجل الاستقرار، قائلاً: “غالبًا ما ننسخ أساليب الغرب، نلبس مثلهم، نتبنى أنظمتهم السياسية، حتى بعض ممارساتهم الغريبة، لكن لدينا قيمنا الخاصة، والتي تختلف بين الأعراق والأديان، والتي نحتاج إلى الحفاظ عليها”.
وبطريقة مبطنة حاول دعم التطرف ضد القارة الأوروبية، حيث اختار العنصر الأضعف وهو المرأة، بقوله: “كان لباس النساء الأوروبيات في وقت من الأوقات شديد التقييد، ولكن على مر السنين، يتعرض المزيد والمزيد من أجزاء الجسم، هناك خيط صغير يغطي أكثر الأماكن سرية، هذا كل شيء، في الواقع، الكثير في الغرب عراة تمامًا عندما يكونون على شواطئ معينة، الغرب يقبل هذا كالمعتاد، لكن يجب ألا يحاول الغرب فرض ذلك بالقوة على الآخرين، القيام بذلك هو حرمان من حريتهم”.
وتابع أنه: “بشكل عام، لم يعد الغرب متمسكًا بدينهم، هم مسيحيون بالاسم فقط. هذا حقهم. لكن يجب ألا يظهروا عدم احترام لقيم الآخرين ودياناتهم. إنه مقياس لمستوى حضارتهم لإظهار هذا الاحترام”.
وانتقل “مهاتير محمد” بحديثه إلى الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” موجهًا له انتقادات حادة على غرار صديقه أردوغان، حيث قال: “ماكرون لا يظهر أنه متحضر. إنه بدائي للغاية في لوم دين الإسلام والمسلمين على قتل مدرس المدرسة المهين. إنه لا يتماشى مع تعاليم الإسلام. لكن بغض النظر عن الدين المعلن، يقتل الغاضبون. لقد قتل الفرنسيون خلال تاريخهم الملايين من الناس. كان الكثير منهم من المسلمين”، في إشارة واضحة منه لشن معارك دامية بباريس وإشعال الفتنة بين المتطرفين المسلمين.
وأردف أنه: “يحق للمسلمين أن يغضبوا وأن يقتلوا ملايين الفرنسيين بسبب مذابح الماضي. لكن المسلمين بشكل عام لم يطبقوا قانون العين بالعين. المسلمون لا يفعلون ذلك. بدلاً من ذلك، يجب على الفرنسيين تعليم شعبهم احترام مشاعر الآخرين”.
ووجه رسالة لماكرون قائلاً: “بما أنك ألقيت باللوم على كل المسلمين على ما فعله شخص واحد غاضب، فمن حق المسلمين معاقبة الفرنسيين. لا يمكن للمقاطعة أن تعوض عن الأخطاء التي ارتكبها الفرنسيون كل هذه السنوات”.
جدير بالذكر أنه في عام 2014 وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أسس “مهاتير محمد” ما عرف بـ”منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة”، الذي يتولى حاليًا رئاسته، على أن تكون استضافة المنتدى في دول مختلفة تتحالف حكوماتها مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث عقدت نسخة من المنتدى في تركيا وأخرى في السودان، وتونس، بحضور واضح لجماعة الإخوان.