ذات صلة

جمع

ميقاتي ينتقد بشدة تصريحات رئيس البرلمان الإيراني: “تدخل فاضح ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة”

رغم العلاقات القوية بينهما والزيارة الأخيرة خلال الأيام الماضية،...

الجيش الأميركي يستهدف منشآت تخزين أسلحة للحوثيين في اليمن.. تصعيد عسكري وتحولات استراتيجية

الضربات الأمريكية لمليشيات الحوثي تمثل جزءًا من استراتيجية معقدة...

دبلوماسية وعقوبات.. استراتيجيات احتواء التصعيد بين ” إسرائيل وإيران”

تعتبر دبلوماسية الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين،...

إسرائيل تعلن مقتل يحيي السنوار زعيم حركة حماس.. ما التفاصيل؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، منذ قليل، مقتل زعيم حركة حماس...

إسرائيل تعلن مقتل يحيي السنوار زعيم حركة حماس.. ما التفاصيل؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، منذ قليل، مقتل زعيم حركة حماس...

ما خدعة نظام الملالي في انتخابات الرئاسية الإيرانية؟.. الشعب أمام اختيارات جميعها سيئة

مع انتهاء مهلة الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية في إيران، صباح اليوم الخميس، الموافق لـ27 يونيو الجاري، ودخول البلاد في مرحلة الصمت الانتخابي، يحاول المرشحون محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي، ومصطفى بور محمدي، ومسعود بزشكيان، الذين وافق مجلس صيانة الدستور على أهليتهم، حث مزيد من الأشخاص على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها غدًا الجمعة الموافق لـ28 من الشهر الجاري.

وفي الوقت نفسه، يواجه المرشد علي خامنئي الآن أزمة شرعية النظام أكثر من أي وقت مضى، قال يوم الثلاثاء الماضي الموافق لـ25 يونيو الجاري: إن “مشاركة المواطنين في الانتخابات هي فخر للنظام”.

بينما انسحب مرشحان من السباق الرئاسي الإيراني، فقد أعلن المرشح الأصولي المتشدد وعمدة طهران علي رضا زاكاني انسحابه “من أجل وحدة القوى الثورية”، وذلك بعد ساعات قليلة من انسحاب أمير حسين قاضي زاده هاشمي.

ولجأ المرشحون الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور إلى أساليب مختلفة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، إذ وعدوا الناس بأمور خارجة عن صلاحيات رئيس الجمهورية في بنية نظام الجمهورية الإسلامية، وفقا لموقع “اندبندنت فارسية”.
وكان مصطفى بور محمدي عضوًا في “لجنة الموت” وله دور في جرائم الاغتيالات المتسلسلة، عندما سُئل في المناظرة عن عمليات الإعلام في الثمانينيات من القرن المنصرم، قال: إن قتل السجناء كان مشروع النظام، نافيًا مسؤوليته عن إعدام السجناء، قائلاً إنه كان مجرد قاضٍ في تلك الفترة. أما الآن، وكونه المدعي العام، فقال إنه يتعاطف مع الناس ويشاركهم وجعهم. وفي حملته الانتخابية يعد الناس باستمرار بأنه سيحل المشكلات الاقتصادية والمعيشية ويرفع العقوبات الدولية، وأنه يحترم المرأة وكرامتها.
وأما مسعود بزشكيان الإصلاحي، فعندما ذهب إلى وزارة الداخلية للتسجيل كان قد قال بوضوح: إن هدفه الرئيس من خوض الانتخابات هو رفع نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأنه على عكس الشخصيات الإصلاحية الأخرى فقد وافق مجلس صيانة الدستور على أهليته لخوض السباق الرئاسي.
وأما الآن، فوضع الإصلاحيون المواطنين في الفخ ليختاروا رئيساً بين السيئ والأسوأ، وقالوا لهم إنه ما لم يصوتوا لهم فإن المتشددين سيستولون على السلطة.

وفي السياق نفسه، أيّد الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يعتبر أول رئيس لحكومة إصلاحية في إيران، مسعود بزشكيان. وفي مقطع فيديو مساء يوم الثلاثاء، وجّه خاتمي رسالة طالب فيها الإيرانيين بالتصويت لمصلحة بزشكيان، وقال: “لا الإطاحة بالنظام ممكنة، ولا مرغوب فيها”.

يذكر أن الإيرانيين صرخوا بصوت عالٍ بوجه التيارين الإصلاحي والأصولي، قائلين: “الإصلاحيون، الأصوليون… قد انتهت اللعبة”.

كما زعم نجل أكبر هاشمي رفسنجاني، محسن هاشمي – في تصريح له-، أن المنافس الرئيس لمسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية هو رفض المواطنين المشاركة.

ويحاول الإصلاحيون تقديم مسعود بزشكيان على أنه “فرصة للتحول وتغيير الأوضاع الحالية”. لكن بزشكيان أكد وباستمرار أن حكومته ستسير وفق السياسات العامة للمرشد علي خامنئي.
وأدت هذه السياسات الداخلية والخارجية والقضايا الثقافية والتعليمية إلى ارتفاع نسب الفقر وعزلة إيران في العالم، وتحطيم الأرقام القياسية من حيث الأضرار الاجتماعية خلال العقود الثلاثة الماضية على الأقل.
فيما أن محمد باقر قاليباف الذي يرى أن تحقيق حلمه في أن يصبح رئيساً للبلاد أقرب من أي وقت مضى، وعد في حملته الانتخابية مختلف الشرائح العمالية والمعلمين والطلاب بأنه سيحل مشكلاتهم. وقال قاليباف وبوضوح: إن العلاقة بين الرئيس والمرشد إذا ما لم تكن على وفاق، فقد يحدث خلل في الحكم. رئيس البرلمان الذي وعد خامنئي بأنه سيعالج قضية الفضاء الافتراضي من خلال إقرار خطة في البرلمان، فإنه يدافع اليوم عن رفع الحجب على الإنترنت. وتسبب قاليباف في الماضي بسجن صحافيين على الأقل.

وانتشرت أخبار من داخل المعسكر الأصولي تتحدث عن احتمالية التحالف بين قاليباف وجليلي، على رغم أن كلاً منهما يؤكد البقاء في المنافسة حتى اللحظة الأخيرة. 


وسعيد جليلي الذي يتحدث عنه الإيرانيون بأنه كان فاشلاً في المفاوضات النووية، يعارض دبلوماسية التفاوض ويقول إنه ليس “مدمناً على الاتفاق”، كما يقول عنه منافسه أمير حسين قاضي زاده. يريد جليلي أن يجلب العملة الصعبة لإيران، لكنه لا يوضح كيف سيعمل هذا من دون علاقات دبلوماسية وإقامة علاقات بناءة مع العالم.

ولا تقتصر تناقضات سعيد جليلي الكلامية والسلوكية على هذه القضية فحسب، بل يرى أمير حسين ثابتي، أحد أعضاء مقر جليلي، أن موضوع الحجاب يجب أن يتم التعامل معه بشدة مثل موضوع المخدرات. إلا أن مقر جليلي نشر صوراً لفتيات لا يرتدين الحجاب بالكامل ويحملن صوراً لجليلي. 

ومن بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية، يعرف كل من بور محمدي، وزاكاني، وقاضي زاده أنهم لن يصبحوا رؤساء للبلاد، لكن بقاءهم في هذه المسرحية الانتخابية ضرورة وسينسحبون على الأرجح في الساعات الأخيرة. هؤلاء الثلاثة تم ترشيحهم بمهمة محددة وربما بعد انتهاء الانتخابات ستتم مكافأتهم بمناصب إدارية مهمة.
ويعتبر قاليباف وجليلي وبزشكيان هم المرشحون الثلاثة الذين يعول عليهم النظام لزيادة نسبة المشاركة العامة في هذه الانتخابات.
وفي الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتيها الـ11 والـ12، جمع الإصلاحيون أصوات الناس لمصلحة حسن روحاني من خلال إثارة الخوف في نفوسهم من وصول أشخاص مثل سعيد جليلي، وإبراهيم رئيسي إلى السلطة.
كما وعد روحاني بالانفتاح الاقتصادي والمفاوضات مع العالم والحريات الاجتماعية ووقف حجب الإنترنت، إلا أن وزير داخليته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 الدامي وبضوء أخضر من السلطات العليا، أطلق النار على المتظاهرين.
والآن يستخدم النظام الخدعة ذاتها. يوم الثلاثاء (25 يونيو)، أعطى خامنئي، وهو يعلم أن المواطنين لا يرغبون بالمرشح الذي يوافق عليه، إشارة إلى سعيد جليلي، وقال إن الرئيس المقبل لا ينبغي أن يسعى إلى إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة. وفي اليوم ذاته، دعم خاتمي، من خلال كلمة مسجلة بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مسعود بزشكيان. هذه الكلمة فُسرت بأن التصويت لبزشكيان يعني قول كلمة لا لعلي خامنئي.
هذا في وقت قال المرشد ومسؤولون حكوميون آخرون وفي أكثر من مناسبة، إن التصويت لأي من المرشحين هو تصويت لشرعية نظام الجمهورية الإسلامية.

وعلى الجانب الآخر، هناك العديد من الناس يطالبون بتغير جذري وهم على أعلى مستوى من الوعي الاجتماعي، ويعتقدون أنه لا يوجد أمل في تحسين الأوضاع في ظل النظام الحالي.

spot_img