تترصد ميلشيات الإخوان الإرهابية بالمملكة العربية السعودية بصورة ملحوظة مؤخرًا، فبعد محاولاتهم المستميتة لاستغلال موسم الحج عبر نشر الشائعات والفوضى، لتعيد الكرة مجددًا عبر تقليل جهود المملكة في الضغط على الدول الأجنبية للاعتراف بدولة فلسطين.
ومن الأسلحة التي طالما استعملها الجماعة الإرهابية ضد الدول العربية هو سلاح الكذب، وتشويه الحقائق، ونشر الشائعات، وهذا النوع من حروب نشر الشائعات يرجع تاريخه في الجماعة إلى عصر حسن البنا مؤسس الجماعة.
وتتعمد جماعة الإخوان بنشر الشائعات عبر الذباب الإليكتروني، حيث تقوم ببث وترويج شائعات عبر صفحاتهم وقنواتهم من أجل التأثير وتقليل جهود السعودية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء حرب غزة الطاحنة.
وعلق فهد ديباجي، الكاتب والباحث في الشأن السياسي، على تلك المحاولات الإخوانية الفاشلة، عبر صفحته بمنصة اكس، قائلا: “الإعلام العالمي: الجهود السعودية الدبلوماسية تضغط على العالم لتعترف 147 دولة بفلسطين كدولة مستقلة، من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة”.
وأضاف ديباجي: “الخونة والإخوان والمرتزقة وجماعة المقاولة، يعملون ليلا ونهارًا لتشويه سمعة وصورة السعودية.. والمشكلة هم أنفسهم يقولون فلسطين قضية الشرفاء”.
ومن المعروف أن التحركات والجهود والضغوطات الدبلوماسية السعودية مستندة على المكانة العالمية والثقل الدولي، وبتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أدت إلى تفاعل وتجاوب عالمي للاعتراف بدولة فلسطين، في موقف يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وفيما تتواصل يوميًا التحركات والاتصالات السعودية لإيجاد مسار موثوق به بما يحقق السلام العادل ويحقق الاستقرار للمنطقة، يأتي اعتراف مملكة النرويج ومملكة إسبانيا وجمهورية إيرلندا بدولة فلسطين انتصارا وشاهدا على قوة ومكانة السعودية وتأثيرها العالمي، بعد أن تجاوزت العديد من التحديات لتحقيق هذا الإنجاز.
وكان للبيان التاريخي الذي أصدرته المملكة في وقت سابق الموقف المشرف، بعد أن تم فيه إبلاغ الإدارة الأمريكية بموقفها الثابت من أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
ومارست الدبلوماسية السعودية بتوجيه من ولي العهد ضغوطًا دولية بهدف تحقيق مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث أظهر المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي الذي عُقد بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، أولى علامات الاستجابة لهذه الضغوط من خلال وجود توجّه لدى عدد من دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستثمرت المملكة استضافتها لمنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي لحشد رأي عام دولي تجاه الاعتراف بدولة فلسطين؛ حيث عقدت 4 اجتماعات خلال 48 ساعة تضمنت اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية والاجتماع الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية واجتماع دول السداسي العربي بوزير الخارجية الأمريكي، إضافة إلى الاجتماع التنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
وقادت المملكة المجتمع الدولي خلال هذه الاجتماعات للخروج بخطوات مهمة لإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتوقيت وسياق هذا الاعتراف، كما أثمرت جهودها في إعلان دول النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتزام دول مالطا وسلوفينيا إعلان اعترافها قريبًا.
وأدت ضغوط المملكة إلى اتخاذ الولايات المتحدة قرارًا بتعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل إذا اجتاحت منطقة رفح، حيث جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيد لأهلية فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة متوجًا لجهود المملكة الدبلوماسية في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية بتوجيه من سمو ولي العهد، واتضح أثرها جليًا في رد فعل مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة وعدم تمالكه أعصابه وتمزيق ميثاق الأمم المتحدة.