في هجوم عسكري جديد ضخم، أعلن “حزب الله” اليوم الخميس، شن هجوم مشترك بالصواريخ والطائرات المسيّرة على تسعة مواقع عسكرية على الأقل شمال إسرائيل وهضبة الجولان، مؤكدًا أن العملية جاءت “ردًا” على اغتيال القيادي في الحزب طالب عبدالله، والذي يُعد الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود.
وفي المقابل، توعدت إسرائيل بالرد “بقوة” على “اعتداءات” “حزب الله”، وقال الحزب – في بيان-: إنه شن “هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات، حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق ست ثكنات ومواقع عسكرية”، مضيفًا أن قوته الجوية شنت بالتزامن “وبأسراب عدة من المسيّرات الانقضاضية هجومًا جوياً” على ثلاث قواعد أخرى.
وأكد الحزب أنه تمكن من إصابة الأهداف الثلاثة بدقة، كما شن بالتزامن مع ذلك هجوما بصواريخ الكاتيوشا والفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية، وكشف أن المواقع الستة هي مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل.
ودوت صفارات الإنذار للتحذير من هجمات جوية في مدن شمال إسرائيل اليوم، وقال الجيش الإسرائيلي: إن نحو 40 صاروخاً انطلقت من لبنان بعد الظهر.
ونشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) لقطات لعدد من الصواريخ التي اعترضت في الجو فوق بلدات إسرائيلية، ومنها صفد، على بعد نحو 12 كيلومتراً من الحدود.
وقالت خدمة الإسعاف الوطنية الإسرائيلية: إن شخصين أصيبا بشظايا، كما اندلعت حرائق غابات عدة بسبب صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق حوالي 40 قذيفة باتجاه منطقة الجليل ومرتفعات الجولان وتم اعتراض العديد منها، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد الصواريخ والمسيرات بلغ 150.
وأضاف، أن الهجوم أدى إلى إشعال النيران في المنطقة، وأن منظومة الدفاع الجوي نجحت في اعتراض 3 أهداف جوية مشبوهة من أصل 5 أهداف.
وأشار الجيش كذلك إلى “رصد خمسة أهداف جوية مشبوهة منذ الساعة الثانية ظهراً (11:00 بتوقيت غرينتش)، اعترضت الدفاعات الجوية ثلاثة منها”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “حزب الله” أطلق نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حزب الله أطلق حوالي 150 صاروخًا ومسيرة في قصف مركز على شمال إسرائيل.
وقالت إسرائيل اليوم، إن “حزب الله” وإيران والحكومة اللبنانية يتحملون “المسؤولية الكاملة” عن تزايد العنف عبر الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وألمحت إلى أن تصعيداً قد يجري التخطيط له.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، أن “لبنان وحزب الله بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في الشمال”، وأضاف، “سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك فإن إسرائيل ستستعيد الأمن على حدودنا الشمالية”.
فيما قال مسؤول أميركي كبير، إن “وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً، بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال”، مضيفاً “نشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، ونسعى إلى منع الوضع على الحدود من التحول إلى حرب شاملة”.
وأردف المسؤول، قائلاً: “أجرينا محادثات باستمرار وبشكل عاجل في أوقات مختلفة مع إسرائيل ولبنان على مدى الأشهر الثمانية منذ بداية الأزمة لمنعها من التطور إلى حرب شاملة قد يكون لها تداعيات على أماكن أخرى في المنطقة”. وأضاف: “العودة للوضع الذي كان قائماً في لبنان يوم السادس من أكتوبر ليس خياراً مقبولاً أو ممكناً”.
وكان حزب الله قد توعد أمس الأربعاء، بزيادة العمليات ضدّ اسرائيل “كمّاً ونوعاً”، رداً على “اغتيال” القيادي العسكري البارز في الحزب طالب عبدالله بغارة ليلاً في جنوب لبنان.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، في كلمة خلال تشييع عبدالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، “إذا كانت رسالة العدو (..) النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا في إسناد المظلومين والمجاهدين والمقاومين في غزة الأبية”، وأضاف” “فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي … سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا”.
وعادت الجبهة اللبنانية إلى الواجهة من جديد مع التصعيد في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة، فبينما تواصل تل أبيب محاولتها لإخماد الحرائق في الشمال، تروج أخبار حول ضربة إسرائيلية وشيكة على لبنان، وأدى تبادل إطلاق النار بين الجانبين إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص على جانبي الحدود، مما حول البلدات الحدودية اللبنانية إلى مناطق تشبه مهجورة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت الثلاثاء، أن حزب الله أطلق نحو 80 صاروخًا على شمال إسرائي، وهو القصف الأكثر كثافة والأعنف منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بالتوازي مع الحرب في غزة، فيما يمثل أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 2006، الأمر الذي أثار مخاوف من توسع القتال في المنطقة.