جدل كبير في إسرائيل تفاقم خلال الأيام الماضية بشأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إذ تدور التساؤلات حاليًا حول هل تسقط الحكومة إثر الخلافات بين نتنياهو والوزير بيني غانتس، فضلا عن المظاهرات والمطالبات الشعبية برحيل الحكومة.
وتصاعدت الخلافات داخل الحكومة بعد أن أمهل غانتس، أمس السبت، رئيس الوزراء حتى 8 يونيو لوضع خطة عمل شاملة للحرب في غزة، مطالبا بأن تتضمن 6 أهداف.
فيما رفض مكتب نتنياهو تلك التصريحات، وانضم إليه اليمين المتطرف، وسط حرب كلامية وتلاسن متبادل، وتصريحات تقلل من شأن غانتس، وتعبر كذلك عن عدم القبول بوجوده في الحكومة.
وكان غانتس انضم من خلال حزبه إلى الحكومة بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، رغم الرفض الواسع من المعارضة.
وقال مقربون من غانتس للقناة 12 الإسرائيلية: إنه اضطر لتوجيه الكملة التي تضمنت المهلة، الليلة الماضية، كفرصة أخيرة لنتنياهو، بعد أن عقد مؤخرًا عددًا من الاجتماعات الخاصة مع رئيس الوزراء، وأوضحوا أن “موعد خروجه من الحكومة قاب قوسين أو أدنى، لكن هذه هي الرصاصة الأخيرة”، على حد قولهم.
بينما كشف مقرب من غانتس لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن “هدف الوزير بمجلس الحرب الحفاظ على الوحدة، ولكن ليس على حساب الفشل في تحقيق أهداف إسرائيل”، مضيفًا: “بدون مخطط استراتيجي جديد، لن يكون قادرًا على مواصلة الشراكة”.
وبالفعل، فإن خروج غانتس من الحكومة لا يعني سقوطها، لأنه من الأساس انضم إلى الحكومة وهي قائمة بدعم 64 من أعضاء الكنيست الـ120، لكن مراقبون يرون أن خروجه من الحكومة قد يشجع أعضاء في الليكود، الحزب الذي يقوده نتنياهو، على التمرد على رئيس الوزراء، كما يهدد الحكومة بتراجع كثير من الدعم الدولي لها في حربها على غزة.
وفي الوقت نفسه، وضع وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الحكومة في مأزق، إذ وجه رسالة لنتنياهو، قال فيها: “ليس هناك خيار آخر. يمكننا التغلب على حماس وحزب الله لكننا لا نستخدم قوتنا كلها”، مضيفا: “على نتنياهو أن يختار بين طريقي أو طريق غانتس”.
كما وصف الوزير المتطرف غانتس بالبهلوان والكاذب. وكتب في تغريدة على حسابه في منصة إكس أمس السبت، أن “غانتس قائد صغير، لكنه بهلوان كبير”، معتبراً أنه “منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة انشغل في محاولات تفكيكها”.
فيما يعتقد أنه بعد سفر غانتس إلى واشنطن أضحت الإدارة الأميركية معادية لتل أبيب، ملمحاً إلى مؤامرات حاكها ولا يزال الوزير المذكور.
كما انتقد تحالف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع شخصيات مثل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.
وتزامنا مع ذلك، شهدت العديد من المناطق في إسرائيل مظاهرات كبيرة، ليل السبت، للمطالبة بإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، واحتجاجًا على حكومة بنيامين نتنياهو.
وبالإضافة إلى الاحتجاجات في تل أبيب، كانت هناك مظاهرات في القدس، وبئر السبع، وقيصرية، وحيفا، وأشعل المتظاهرون النار قرب مقر إقامة نتنياهو الخاص وطالبوا باستقالته.