نحو البحث عن آلية جديدة لوقف إطلاق النيران في قطاع غزة، تسعى جنوب إفريقيا إلى تصعيد جديد في القضية التى اتهمت فيها إسرائيل بعملية “إبادة جماعية” في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني، حيث انضمت إلى القضية دولاً أخرى بجانب جنوب افريقيا، وعلى رأسها مصر وكذلك تركيا التى طالبت بالتدخل في القضية.
ومع التصعيد الذي تشهده مدينة رفح جنوب القطاع ونزوح ما يقرب من 450 ألف شخص من المدينة نحو مدينة خان يونس المنهارة جراء الحرب، وكذلك إغلاق المعابر الرئيسية التى بدورها كانت تؤدي إلى دخول المساعدات العاجلة بات القطاع أكثر حالة من الانهيار.
وتعتزم جنوب إفريقيا الطلب من محكمة العدل الدولية أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، الخميس، بإصدار أمر بوقف فوري للهجوم الإسرائيلي على رفح، واصفة ذلك بأنها عملية “إبادة جماعية” تهدد حياة الفلسطينيين.
وستستمع المحكمة لكبار المحامين الذين يمثلون بريتوريا على مدى يومين في قصر السلام، مقر محكمة العدل الدولية، حيث سيطالبون القضاة بإصدار أمر بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء غزة، على أن تعرض إسرائيل ردها الجمعة، وكانت إسرائيل قد أكدت في السابق التزامها “الثابت” بدعم القانون الدولي، واعتبرت أن قضية جنوب إفريقيا “لا أساس لها على الإطلاق” و”بغيضة أخلاقيًا”.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أمرت في يناير إسرائيل ببذل كل ما بوسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن المحكمة لم تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار، وحجة جنوب إفريقيا الآن أن الوضع على الأرض، وخاصة في رفح، يتطلب تحركا جديدًا من محكمة العدل الدولية، خاصة مع رفض إسرائيل لمقترحات الهدنة، والتى وافقت عليها حركة حماس مؤخرًا، وقامت إسرائيل بتصعيدًا جديدًا.
وقالت جنوب إفريقيا – في تقريرها-: “كما تُظهر الأدلة القاطعة، فإن الطريقة التي تتبعها إسرائيل في عملياتها العسكرية في رفح وأماكن أخرى في غزة هي في حد ذاتها إبادة جماعية”. وأضافت: “يجب أن يتم توجيه أمر إليها للتوقف”.
وأوامر محكمة العدل الدولية التي تنظر في النزاعات بين الدول ملزمة قانونًا، لكن ليس لديها وسائل لتنفيذها، حيث أمرت المحكمة روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا، ولكن دون أن يكون للحكم أي مفاعيل.
وتطالب جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية بإصدار ثلاثة أوامر طوارئ أو “تدابير مؤقتة”، بينما تتابع المحكمة النظر في الاتهام الأوسع لإسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، أولًا: تريد جنوب إفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل “بالانسحاب الفوري ووقف هجومها العسكري” في رفح، وثانيًا: يتعين على إسرائيل أن تتخذ “جميع الإجراءات الفعالة” للسماح للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحافيين والمحققين بالوصول إلى غزة “دون عوائق”.
وأخيرًا، تطلب بريتوريا من المحكمة ضمان تقديم إسرائيل تقارير عن الإجراءات التي تتخذها للالتزام بالأوامر.
هل توقف محكمة العدل الدولية إطلاق النار في غزة؟
