شهدت الفترات الماضية حالة من الأزمات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل إثر رفض الأخيرة التفاوض بشأن الهدنة التى تفاوضت من خلالها القاهرة، وكانت بدورها تسعى لإيجاد حلولاً للحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
إلا إن إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت وبشكل واضح تعبر عن رفضها للهدنة المقترحة بعد موافقة حماس معلنة التصعيد، خاصة في مدينة رفح جنوب القطاع، وهو ما رفضه مصر بشدة.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أكدت عن مسؤولين مصريين، قولهم: إن مصر تدرس خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، من خلال سحب سفير البلاد في تل أبيب، على خلفية العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
وقال مسؤول مصري آخر: “في الوقت الحالي، لا توجد خطط لتعليق العلاقات أو التخلص من كامب ديفيد”، في إشارة إلى الاتفاقات التي أدت إلى معاهدة السلام عام 1979، لكن طالما بقيت القوات الإسرائيلية في معبر رفح، فإن مصر لن ترسل شاحنة واحدة إلى رفح”.
وكانت مصر أعلنت، قبل أيام، عزمها دعم دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، كما رفضت السلطات المصرية إعادة فتح حدودها مع غزة بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما رأه الساسة في إسرائيل بإنه طعنة لهم من الجانب المصري.
وأكد مصدر مصري رفيع المستوى، أن مصر أبلغت وسطاء المفاوضات رفضها القاطع للتصعيد الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، وأوضح المصدر أن القاهرة تحمل الجانب الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع في القطاع، وكذلك مسؤولية منع المساعدات عن المدنيين في غزة.
ومصر وسيط رئيسي في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
ويرى الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن الجانب لمصري يريد الضغط بكل قوة على إسرائيل لوقف العنف، وهو ما نراه من خلال دعم دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وكذلك الضغط المصري دوليًا، ولكن القاهرة لن توقف كامب ديفيد ولكن في نفس الوقت في استطاعتها سحب السفير.
وأضاف فهمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن إسرائيل تعلم بشدة أن الجانب المصري هو عنصرًا هامًا لها في المنطقة وخسارته قد يضعها في موقف ضعف، وبالتالي عليها الانصياع إلى طاولة المفاوضات من جديد ولكن بشكل أسرع.
القاهرة تُصعد.. مصر تدرس خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
