تحرك مصري مثير نحو المشاركة في مقاضاة إسرائيل بمحكمة العدل الدولية أثار الكثير من الجدل مؤخرًا نحو الموقف المصري من الحرب التى بدأت في السابع من أكتوبر وكانت بشكل دموي كبيرًا، حيث ترفض إسرائيل المساعي المصرية والقطرية الأخيرة لإقرار هدنة واستمرار اقتحام مدينة رفح جنوب غزة.
وأعلنت مصر عزمها التدخل دعمًا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ضغطًا من القاهرة بشكل كبير على إدارة نتنياهو التى رفضت مقترحات القاهرة، وكذلك إصرارهم على اقتحام مدينة رفح التى يتواجد بها ما يقرب من 1.7 مواطن فلسطيني، مما ينذر بمجزة جديدة.
وترى مصر أن اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية “تهديد مباشر لأمنها القومي”؛ مما استدعى اتخاذ إجراءات جديدة للتصدي له، والتحذير من مغبة التصعيد الراهنة.
وطالبت مصر إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها باعتبارها “القوة القائمة بالاحتلال”، وتنفيذها للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كاف يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة، وعدم اقتراف القوات الإسرائيلية لأي انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، باعتباره شعبًا يتمتع بالحماية وفقًا لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
كذلك أوضحت القاهرة، أن هذه الخطوة “تأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم؛ مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن مصر عازمة بالفعل على دعم دعوى جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، وذلك بعدما رأت إدارة نتنياهو إنها فوق المحاكمة ولا تستجب لأى مباحثات وترفض جميع الاقتراحات حول الهدنة، وهو ما يهدد بمواصلة الحرب التى بدورها تهدد أمن مصر القومي.
وأضاف غباشي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن إسرائيل تضغط على مواطني حماس لإخلاء قطاع غزة، وبالتالي لا مفر أمامهم سوى دخول مصر، وبالتالي ضياع القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضة مصر، وأعلنت عنه مرارًا بأنها مع القضية الفلسطينية، وأنها لا تريد ضياع حقوق الشعب الفلسطيني وبالتالي موقف مصر هو ضغط واضح على الإدارة الإسرائيلية التى لا تستجيب لأى رؤية.
