لقي مفتي دمشق عدنان الأفيوني حتفه، منذ ساعات، في انفجار عبوة ناسفة بسيارته، في بلدة قدسيا شمال غربي العاصمة.
وحتى الآن لم توجه السلطات السورية اتهاما مباشرا لأي جهة متورطة في عملية اغتيال الأفيوني.
وكانت سيارات الدفاع المدني والإسعاف هرعت لموقع الانفجار بعد وقوعه، وانتشلت الشيخ الأفيوني من النيران، وفرضت الأجهزة الأمنية طوقا محكما حول حي جمعيات قدسيا الذي يقطنه الشيخ الأفيوني.
وبعد وفاته، نعته وزارة الأوقاف السورية عبر صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” الشيخ الأفيوني، مؤكدة أنه “ارتقى شهيدا إثر استهداف سيارته بتفجير إرهابي غادر”.
ويعتبر الشيخ الأفيوني أحد أبرز الشخصيات التي حاولت تحقيق المصالحة الوطنية في جنوب وغرب دمشق، حيث بذل جهودا كبيرة في عام 2015 لدفع المسلحين في منطقتي قدسيا والهامة للانفصال عن “جبهة النصرة” وتسليم أسلحتهم، والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
كما كان يرأس مركز المصالحة في منطقة قدسيا وضواحيها وعضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف، فضلا عن أنه من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك كان له دور محوري في تنفيذ اتفاقات التسوية التي أبرمتها الحكومة مع الفصائل المعارضة والمقاتلة في العاصمة.
وسبق أن أمَّ الأفيوني، في سبتمبر 2016، صلاة حضرها الرئيس بشار الأسد في ظهور علني نادر له، بعيد الأضحى في داريا على مشارف دمشق، بعد إجلاء آخر مسلحي المعارضة منها بموجب اتفاق استسلام، حيث قال حينها: إن “داريا دليل حي لكل السوريين أن الخيار الوحيد المتاح لكم هو المصالحة وترك القتال”.