21 عاماً يعيش الشعب العراقي أزمات كبرى نتيجة للغزو الأمريكي للبلاد، أعوامًا شهدت تواجد حركات إرهابية ومليشيات تابعة لإيران وصراعات سياسية لا تنتهى والشعب العراقي هو الوحيد الذي ينهار أمام ما يحدث في البلاد خلال عقدين.
وقد أثرت عملية غزو العراق على المنطقة بأكملها، حيث إن العراق يعتبر بوابة العرب نحو إيران والعكس؛ مما فتح بوابة المليشيات الإيرانية بالمنطقة العربية وتحويل البلاد الى ملاذ آمن للإرهابيين وظهور تنظيم داعش الإرهابي بالمنطقة كان بداية من العراق.
ومنذ عام 2003 وحتى عام 2011، تاريخ انسحاب القوات الأمريكية من العراق، قتل أكثر من 100 ألف مدني عراقي، وفق منظمة “ضحايا حرب العراق”. في المقابل، فقدت الولايات المتحدة قرابة 4500 عنصر في العراق.
وبعد 21 عامًا، أصبح العراقيون يملكون هامشًا من الحرية والحق في انتخابات ديمقراطية، فيما بدأت البلاد تفتح أبوابها تدريجيًا أمام العالم.
لكن وسط هذا الاستقرار النسبي، يخيم شبح نقص الخدمات والفساد، فيما يلوح في الوقت نفسه في الأفق خطر التغير المناخي ونقص المياه والتصحر.
وعلى الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط، لا يزال ثلث سكانه البالغ عددهم 42 مليونًا يعيشون في الفقر، أما البطالة فهي مرتفعة في أوساط الشباب، فيما يحتج العراقيون كذلك على النزاعات السياسية والنفوذ الإيراني في بلدهم.
ومع مرور 21 عامًا على سقوط بغداد، لا يزال العراقيون يعانون من انزلاق بلدهم إلى مستنقع تصفية الحسابات الدولية.
ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، استهدف أكثر من 165 هجومًا صاروخيًا وغارة بطائرات دون طيار جنودًا أمريكيين، في قواعدهم في سوريا والعراق والأردن، وهو العنف الذي أججته الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن معظم هذه الهجمات، وهي مجموعة من المقاتلين الموالين لإيران تحت قيادة كتائب حزب الله.
وفي موازاة بعض الردود الأمريكية على الميليشيات الموالية لإيران، شهد العراق ضربات تركية معتادة ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني وضربات استعراضية للحرس الثورة الإيراني ضد أربيل، وكل ذلك يزيد من التحدي للدولة المركزية.
وأدى مصرع ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بضربة من الميليشيات الموالية لإيران، إلى قيام واشنطن بضربات انتقامية في الثالث من فبراير في سوريا والعراق، والقيام بعملية اغتيال لأحد المسؤولين المفترضين عن الهجمات في كتائب حزب الله في العراق، وقد انتقد العراق الرسمي هذه الضربات الأمريكية، حيث اتهمت بغداد التحالف المناهض للجهاديين بقيادة واشنطن في الشرق الأوسط بأنه أصبح “عاملًا لعدم الاستقرار”.