بعد أكثر من 6 أشهر على الحرب الطاحنة في قطاع غزة، التي قتلت الآلاف من الفلسطينيين وشردت آخرين وأنهت حيوات لم تبدأ بعد، وهدمت المنازل والشوارع وفجرت المستشفيات ودور العبادة، وأدت لمنع وصول الأغذية للأراضي المحتلة، أصبح الأهالي الذين ما زالوا محاصرين في غزة على شفا المجاعة.
وهو ما أكدته مجلة “إيكونوميست”، بأن قطاع غزة “على شفا مجاعة من صنع الإنسان”، مشددة على أن “أسرع طريقة لمنع هذه الإشكالية هي وقف مؤقت لإطلاق النار”.
وقالت المجلة البريطانية، إن “أسباب المجاعة لا ترجع فقط إلى القيود، التي تفرضها إسرائيل على دخول الأغذية إلى غزة، بل أيضًا إلى انقطاع توزيعها”.
وتابعت، أن “عدم وجود أرقام موثوقة حتى الآن للوفيات بسبب الجوع”، لكن البيانات التي جمعتها تشير إلى أنه في فبراير الماضي، كان 29 في المئة من الأطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعانون من “سوء التغذية الحاد”، مضيفة: “وظلّ حوالي 66 بالمئة من الأسر هناك دون أي طعام لمدة 24 ساعة مرات عدة”.
كما أكد مسؤولون أمميون لـ”إيكونوميست”، أن أسرع طريقة لمنع المجاعة في غزة هي وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات.
بينما ما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصر على رفض قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار، كما رفضت حماس اقتراحًا بهدنة لستة أسابيع، لذا أكدت المجلة أنه “يبدو أن كلا الجانبين مستعدان لترك سكان غزة يتضورون جوعا”.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في الجزء الشمالي لقطاع غزة مع استمرار إسرائيل منع وصول قوافل المساعدات، وتشير التقارير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية يواجهون سوء التغذية الحاد.
وقبل أيام، أفاد تصنيف عن معدلات الجوع عالميًا بأن النقص الشديد في الغذاء ببعض أجزاء قطاع غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة، وأن الموت الجماعي أصبح الآن وشيكا ما لم يُبرم اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بزيادة المواد الغذائية إلى المناطق المعزولة بسبب القتال.
وجاء في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي تعتمد وكالات الأمم المتحدة على تقييماته، أن 70 بالمئة من الناس في أجزاء من شمال غزة يعانون الآن من أشد مستويات نقص الغذاء وهو ما يتجاوز بكثير مستوى المجاعة البالغ 20 بالمئة، ولم يقدم التصنيف بيانات كافية عن معدلات الوفيات لكنه يرى أن السكان سيموتون بسبب المجاعة الوشيكة وربما يكون أطفال دون الرابعة من العمر قد ماتوا بالفعل.
وجاء في التصنيف الآتي: أن “الإجراءات اللازمة لمنع المجاعة تتطلب قرارًا سياسيا فوريًا لوقف إطلاق النار مع زيادة كبيرة وفورية في وصول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية إلى جميع سكان غزة”، مشيرًا إلى أن 1.1 مليون من سكان غزة، أي نحو نصف عدد السكان، يواجهون مستوى “كارثيا” من نقص الغذاء، وهي الفئة الأسوأ، مع وجود نحو 300 ألف في المناطق يواجهون الآن خطر الوفاة بسبب المجاعة.
وأثار احتمال أن تكون هناك مجاعة في غزة من صنع الإنسان انتقادات لاذعة لإسرائيل من الحلفاء الغربيين منذ أن شنت حربها ضد مقاتلي حركة (حماس) في أعقاب هجومهم على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر.