الصراع ما بين إيران والولايات المتحدة يدخل مرحلة جديدة، حيث تعيق العقوبات الأمريكية مسار أي محاولات إيرانية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعيش بها، ومؤخرًا بات الوضع في طهران لا يطاق نتيجة للضغوطات.
وبعد أشهر قليلة من تنفيذ هجمات انتقامية عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، تحاول طهران وإسلام آباد تحريك خط أنابيب الغاز الطبيعي الراكد بين إيران وباكستان، حيث وضعت لجنة الطاقة التابعة لمجلس الوزراء الباكستاني اللمسات الأخيرة على إنشاء خط أنابيب بطول 50 ميلاً من الحدود الإيرانية إلى مدينة جوادار الساحلية الباكستانية.
وكان ينظر إليه في البداية على أنه خط أنابيب إيران- باكستان- الهند بموجب الخطط الموضوعة في عام 1994، ثم أصبح مشروعًا ثنائيًا بين إيران وباكستان بعد انسحاب الهند في عام 2008 وسط زيادة العقوبات الأمريكية على إيران.
ولكن مؤخرًا أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها لن تدعم إنشاء خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان، وحذرت من مخاطر التجارة مع طهران وتجاهل العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وخلال مؤتمر صحفي، نصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بعدم الانخراط في التجارة مع إيران بسبب مخاطر العقوبات، وقال: “نحن ننصح الجميع دائمًا بأن التعامل التجاري مع طهران ينطوي على خطر المساس بعقوباتنا والتعرض لها، وننصح الجميع بالنظر في ذلك بعناية فائقة”.
وأكد المتحدث أيضًا موقف الولايات المتحدة من خط الأنابيب، قائلًا: “نحن لا ندعم المضي قدمًا في خط الأنابيب هذا”.
وخلال الأيام الأخيرة، أدلى المسؤولون الباكستانيون بتصريحات متناقضة بشأن خط أنابيب الغاز مع إيران وسياسة باكستان ضد العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
فبينما قال وزير الدولة الباكستاني لشؤون النفط مصدق مالك: إن بلاده ستطلب من الولايات المتحدة عدم تطبيق عقوبات على الشركات الباكستانية التي ستبدأ قريبًا في بناء خط أنابيب الغاز “السلام” مع إيران، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش: إن إسلام آباد لا تحتاج إلى إعفاء من الولايات المتحدة لإنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي مع طهران.
وفي أغسطس من العام الماضي، قال وزير النفط الباكستاني: إن إسلام آباد أبلغت طهران أنه وبسبب العقوبات الأميركية، علقت بلاده التزاماتها في عقد بناء خط أنابيب لاستيراد الغاز من إيران، وأوضح المسؤول الباكستاني، أن إيران وصفت هذا القرار بأنه غير معتبر ويجب حل هذه القضية عن طريق التحكيم.
و في عام 2009، اتفقت طهران وإسلام آباد على بناء خط أنابيب لنقل ما بين 750 مليون إلى مليار قدم مكعب من الغاز من حقل “بارس جنوبي” الإيراني إلى باكستان.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت في وقت سابق من أن باكستان لم تطلب إعفاء من العقوبات لعقد صفقة مع إيران، وأن واشنطن لن تدعم مثل هذا الطلب.