على الرغم من محاولات أممية نحو هدنة في قطاع غزة، إلا أن ما يحدث قد ينذر بشيء جديد في القضية المعلقة منذ 5 أشهر مع محاولات أمريكية لضغوطات نحو الهدنة خوفاً من غضب كبير للمسلمين.
حركة حماس بدورها أعلنت أن المواقف “متباعدة جدًا” في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، متهمة إسرائيل بتعمد “تعطيلها ونسفها”.
مصدر داخل حركة حماس، كشف لوسائل الإعلام عن المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة وإسرائيل متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة، على أنه ضعف”. وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود.
وأضاف أن “العدو يريد أن يصل إلى وقف إطلاق نار موقت يتمكن بعده من العودة للعدوان ضد شعبنا، ويرفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، ويرفض الانسحاب الكامل لقواته من قطاع غزة، والأهم أنه ما زال يرفض عودة النازحين لبيوتهم، ويريد أن يبقي ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرته الكاملة، بل ويطالب بعدم عودة الأونروا والأمم المتحدة للعمل خاصة في شمال قطاع غزة”.
وتابع: أن “عرض إسرائيل مرفوض قطعًا ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به، وكل ما يروجه إسرائيل والإعلام عن عرض أميركي وغيره هو دعايات لتخفيف الضغط على العدو الصهيوني لمنح مزيد من الوقت لارتكاب مجازر ضد شعبنا والاستمرار في الإبادة الجماعية والتجويع”، وقال القيادي أيضًا “كلما تقدمت المفاوضات، حتى لو بشكل طفيف يعمد إسرائيل إلى تعطيلها ونسفها”، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بالعمل على “إيصالها إلى طريق مسدود”.
ولم ترشح معلومات عن موقف إسرائيل ووفدها في المفاوضات التي تيسرها قطر والولايات المتحدة ومصر، ويفترض من خلالها التوصل إلى هدنة تتيح مبادلة عدد من الرهائن بمعتقلين في السجون الإسرائيلية، والسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر المهدد بالمجاعة.
وقال مصدر في حماس مطلع على سير المفاوضات إن إسرائيل “تريد انسحابا جزئيا على مراحل مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حماس تريد انسحاباً كاملاً وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن ثم من كل القطاع مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق”.
وأضاف المصدر لفرانس برس: أن “إسرائيل تريد عودة النازحين على عدة مراحل تبدأ بالنساء والاطفال ومن هم فوق 50 عامًا مع التدقيق في هوياتهم أثناء العودة لغزة وشمال القطاع عبر حاجز عسكري إلكتروني. لكن حماس تشترط عودة بدون قيود لكافة النازحين”.
وفيما يتعلق بالمساعدات قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “تصر إسرائيل على السيطرة على آليات دخولها وإبعاد الأونروا”. أما في ملف التبادل، “فهي تريد التحكم بأسماء وفئات الأسرى، وقد أبدت حماس مرونة، ولكن تشترط الاتفاق على الاعداد والفئات وخاصة الأسرى ذوي المحكوميات العالية”.
وكانت تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في العاصمة القطرية الدوحة، بالتزامن مع المعارك الدائرة في أرجاء قطاع غزة، والضغوط المتواصلة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنجاز صفقة تبادل، وكانت جولة المفاوضات الجارية بالدوحة قد استؤنفت قبل أيام بكل مساراتها، وانتقلت إلى مرحلة الاجتماعات التقنية، كما قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء الماضي.