بدأت الولايات المتحدة الامريكية بإسقاط المواد الغذائية جوًا في غزة، لكنها ليست وسيلة مثالية لتوصيل المساعدات، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية.
وقال الجيش الأمريكي – يوم السبت-: إنه بدأ بإسقاط المواد الغذائية على قطاع غزة، وهو جيب مزقته الحرب ويحتاج إلى مساعدات إنسانية.
كما أكدت القيادة المركزية الأمريكية – في بيان-، أن القوات الجوية الأردنية الأمريكية قامت بإسقاط مساعدات إنسانية مشتركة من الجو على غزة لأكثر من 38 ألف وجبة على طول الساحل باستخدام طائرات أمريكية من طراز سي-130.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية: “إننا نجري التخطيط لمهمات متابعة محتملة لتوصيل المساعدات المحمولة جوًا”.
أما الرئيس بايدن فقد أعلن، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة ستنفذ عمليات إسقاط جوي في الأيام المقبلة، و”تضاعف جهودنا لفتح ممر بحري، وتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر”.
جاء ذلك في ظل الانهيار في توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة إلى نتائج مؤلمة، منها أطفال يموتون بسبب سوء التغذية، وفلسطينيون يعانون من الجوع الشديد وهم يسارعون بشاحنات المساعدات لإطعام أسرهم، وفي صباح يوم الخميس، قُتل العشرات أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات من قافلة متجهة إلى غزة.
وتعتمد طرق تلقي المساعدات عن طريق البر على عدد من العوامل، مثل المعابر الحدودية، وتوافر السائقين في غزة لاستلام الشاحنات ونقل الإمدادات إلى حيث تحتاج إلى الذهاب، بالإضافة إلى الحصول على تصريح من الجيش الإسرائيلي للمرور الآمن.
وعلى متن طائرات الإنزال الجوي للمساعدات الأردنية فوق غزة، كملاذ أخير لإغاثة الفلسطينيين هناك، لكن حقيقة وصول مساعدات قليلة – أو غير كافية – إلى غزة دفعت العديد من الدول إلى استخدام عمليات الإنزال الجوي لتوصيل المساعدات.
و وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، فإن ربع سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة “على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.
ولقد أصبح الوصول إلى قطاع غزة محدودًا للغاية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر. وذلك عندما قادت حماس هجومًا على إسرائيل؛ مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 240، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 30320 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
بعد إعلان بايدن، أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية – بيانا- قالت فيه: إن “عمليات الإنزال الجوي لا يمكن ولا يمكنها أن تحل محل وصول المساعدات الإنسانية”.
ودعت المجموعة أيضًا إلى “تأمين حركة المساعدات الإنسانية دون عوائق” إلى غزة.
وفقًا لتقرير صدر عام 2021 عن برنامج الأغذية العالمي، فإن عمليات الإنزال الجوي، بالإضافة إلى تكلفتها ما يقرب من سبعة أضعاف تكلفة المساعدات الأرضية، يمكن أن تقدم المساعدات بكميات أقل من قوافل الشاحنات، وتتطلب قدرًا كبيرًا من التنسيق الأرضي في منطقة التسليم.
وبحسب الخبراء المراقبين للأوضاع فقد يجب تحديد مناطق الإسقاط وتطهيرها – من الناحية المثالية، يجب أن تكون منطقة مفتوحة، ويجب أن تكون مناطق الإسقاط مناطق مفتوحة، وهذا على الأرجح هو السبب وراء توجيه عمليات التسليم إلى الشواطئ، ولكن في بعض الأحيان، كما هو الحال مع عمليات الإنزال الجوي من قبل مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر وفرنسا، يؤدي ذلك إلى سقوط المساعدات في البحر.
وفي غصون ذلك، يسلط تقرير برنامج الأغذية العالمي الضوء أيضًا على الحاجة إلى وجود منسقين على الأرض.
وجاء في البيان: “يتأكد فريق على الأرض من أن منطقة الإنزال خالية ويعطي الطاقم على متن الطائرة الضوء الأخضر للإفراج عن الشحنة. ويقومون لاحقًا بتنسيق توزيع الطعام”، ولا يوجد أي دليل على وجود أي شخص على الأرض للمساعدة في هذه العملية في غزة.