تداعيات مستمرة في ليبيا منذ أكثر من عقد من الزمن إثر الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، ومن ثم عدم التوافق السياسي حتى الآن مع تواجد قوى إرهابية ومليشيات تنتشر في الدولة الساحلية، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة على نحو صراع سياسي قد يتحول بشكل كبير إلى صراع مسلح مثلما حدث في السودان مؤخرًا.
ومؤخرًا، تتداول الأوساط الاجتماعية المختلفة في ليبيا أنباء عن توتر متصاعد بين الأطراف المتصارعة على الحكم، في حين تذكي شخصيات وتيارات مختلفة أحاديث الحرب، بل تدعمها، بناءً على قراءة خاصة لمجريات الأحداث في البلاد.
وتعيش ليبيا على وقع انقسام حاد بين حكومتين، الأولى في طرابلس العاصمة برئاسة الدبيبة، والأخرى في شرق ليبيا ومدعومة من مجلس النواب، ويترأسها أسامة حماد.
ومؤخرًا قامت القوات الجوية التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، بتدريبات بالقرب من مدينة سرت بالوسط، وقد شكك البعض في ذلك كونها تدريبات، ولذلك قال عضو المؤتمر العام السابق، محمود عبد العزيز: إن الأرتال العسكرية التي اتجهت من شرق البلاد إلى سرت تستهدف الحرب، وليس المناورة، كذلك المفتي المعزول، الصادق الغرياني، تحدث هو الآخر عن وجود تحشيد عسكري، وعده بداية حرب مقبلة تستهدف إسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة، بينما يرى أبو القاسم أقزيط، عضو المجلس الأعلى للدولة، أنه لا يتوقع اندلاع حرب في ليبيا بالوقت الراهن، بل موجة من الاحتجاجات ضد حكومة الوحدة الوطنية.
وفي تركيا تواكبت مخاوف الحرب المرتقبة مع توجه الدبيبة، صباح أمس الجمعة، إلى مدينة أنطاليا، حيث وقع وزير الدفاع التركي، ياشار غولر، مذكرة تفاهم حول المجالات العسكرية، ورفع كفاءة وحدات الجيش الليبي، من خلال البرامج التدريبية النوعية.
والتحركات للآليات ربما هي ما عده البعض دلالة على قرب اشتعال الحرب، وبالتالي تزايدت معه مقاطع الفيديو المتداولة للعتاد الحربي من شرق ليبيا إلى سرت، في حين أفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني عن استعدادات واسعة، وترتيبات وتجهيزات عسكرية يشرف عليها اللواء صدام حفتر، آمر عمليات القوات البرية التابع للقيادة العامة، قبيل إطلاق المشروع التعبوي للقوات البرية خلال الأيام المقبلة بالذخيرة الحية قرب سرت، كما لوحظ هذا الأخير بالزي العسكري متفقداً التحضيرات اللازمة.
هذا وقد أكد المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أن ما يحدث في المنطقة بالكامل خلق هاجس الحرب لدى الجميع، ومجرد نشر الشائعات تتضخم عند انتقالها من شخص إلى آخر، وبدت وكأنها هاجس بني على الحرب السابقة، مشيرًا إلى وجود تنسيق بين قيادات المؤسسة العسكرية في شرق ليبيا وغربها حول قضايا توحيد الجيش، والقوات الأجنبية بالبلاد.
وأضاف المهدوي – في تصريحات خاصة-، أن على الرغم من ذلك أكد شهود عيان من مدينة أجدابيا مرور آليات عسكرية ليلاً محملة على شاحنات، قادمة من الشرق باتجاه غرب البلاد، وسط ترجيحات بأن تكون متجهة نحو سرت، حيث تكرر هذا المشهد خلال الأسابيع الأخيرة، مما يخلق حالة من الجدل الكبير في الأوساط الليبية.