تاريخ الحركات الإرهابية في الدول العربية كبير للغاية، بداية من انتشار وتوغل جماعة الإخوان الإرهابية في مصر في عام 1928 على يد مؤسسها حسن البنا، إلى ظهور حركات إرهابية كثيرة من رحم الجماعة الإرهابية، القاعدة وداعش وحركة الشباب فرع الصومال، والتي تقوم بعمليات كبرى في الصومال، ولكن مؤخراً باتت العمليات الإرهابية مجرد أرقاماً وهمية لا تصب في مصلحة الحركة الإرهابية في الصومال.
وحركة الشباب في الصومال هي حركة موالية لتنظيم القاعدة الإرهابي وتربطها صلات بغيرها من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة، بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وتمثل حركة الشباب الجناح المسلح لاتحاد المحاكم الإسلامي الصومالي السابق الذي استولى على أجزاء من جنوب الصومال خلال النصف الثاني من عام 2006، ومنذ نهاية عام 2006، تقوم حركة الشباب والميليشيات المرتبطة بها بأعمال تمرد عنيفة باعتماد تكتيكات حرب العصابات وأساليب إرهابية ضد الحكومات الانتقالية في الصومال.
ومؤخرًا، وفي نهاية العام الماضي 2023، أعلن حسن شيخ محمود، رئيس الصومال، أن أمام الصومال عام واحد للقضاء على حركة الشباب في البلاد وإنهاء حرب مع الحركة الإرهابية 17 سنة، وقال الرئيس محمود: إن قوات بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “الأتميس” تعمل على القضاء على فلول الشباب في البلاد.
وآخر التطورات في الصومال كان استشهاد 3 جنود إماراتيين وضابط بحريني في هجوم لحركة الشباب على قاعدة عسكرية في مقديشو، حيث استهدف الهجوم القوات العاملة في قاعدة الجنرال غوردون العسكرية في العاصمة مقديشو.
وقبيل الحادث الإرهابي، أكد قائد الفرقة الـ27 للجيش الصومالي، العقيد فارح كوشن، أن ميليشيات حركة الشباب تكبدت خسائر فادحة، جرَّاء عمليات عسكرية جرت بمحافظة هيران في وسط البلاد.
وقال العقيد كوشن: إن العمليات العسكرية شملت غارات جوية وميدانية جرت في عدة مناطق تابعة لمدينة آدم يبال، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف ميليشيات حركة الشباب.
وفي وقت لاحق، أصدرت محكمة عسكرية في ولاية بونتلاند في الصومال، حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات على أربعة رجال لتعاونهم مع حركة الشباب، وأدين الرجال، وهم عبد الرزاق محمد شري، وسعيد فارح عبد القادر، وفرحان ويرح، وعبد الغني علي فارح، بنقل متفجرات لجماعة الشباب في الصومال، وتزامن الحكم مع تصاعد التفجيرات في مدينة بوصاصو التجارية في بونتلاند في الصومال، والتي تقف وراءها حركة الشباب في الصومال.
ويقول الباحث السياسي المختص في الشؤون الإرهابية، طارق البشبيشي: إن حركة الشباب الصومالية جاءت من رحم حركات إرهابية متعددة أبرزها تنظيم القاعدة، وكانت في الماضي تنجح في تواجدها في ظل ضعف أمني في الصومال، ولكن مع تواجد الرئيس الحالي الوضع أصبح بالنسبة لهم معقدًا في ظل تعهد الرئيس أمام شعب الصومال بتدمير الحركة من معاقلها، والحركة الآن تواجه شبه ما تم مع تنظيم داعش في مصر.
وأضاف البشبيشي – في تصريحات خاصة -، أن المساعدات الخارجية القادمة من الولايات المتحدة ومن أوغندا تعمل بشكل جيد في إنهاء الإرهاب في الصومال، خاصة وإنه منتشر منذ سنوات عديدة، وأثر بشكل كبير على البلاد، والآن الحركة تعاني وما تقوم به هو مجرد أوهام تحاول بها تأكيد إنها لا تزال موجودة في البلاد.