منذ 19 نوفمبر وتقوم مليشيات الحوثي بعمليات قرصنة في البحر الأحمر أضرت بحركة التجارة العالمية، خاصة مع استهدافها للسفن التي تمر باتجاه قناة السويس؛ مما استدعى تدخلات أمريكية بريطانية بضربات متتالية على العاصمة اليمنية صنعاء، لتضع مليشيات الحوثي اليمن في أزمة جديدة وحربًا لا تستطيع تحملها البلاد التي تعاني.
وآخر تفاصيل الضربات الأمريكي البريطانية على صنعاء هو ما أعلنت عنه مليشيات الحوثي، حيث تم قتل 17 ضابطًا في صفوفها جراء الضربات الأمريكية البريطانية التي بدأت في 12 يناير من الشهر الماضي، وهو ما يضعف المليشيات أمام الضربات المتتالية.
وعبر قنواتها نشرت مليشيات الحوثي قائمة تضم 17 قياديًا ميدانيًا، قالت إنهم قتلوا إثر “قصف العدوان الأمريكي البريطاني”، وأظهرت القائمة، مقتل 8 قيادات بينهم اثنين برتبة عميد هما: عبد الله مجاهد ذياب، وغمدان زبين الله جميدة، بالإضافة لمقتل 4 قيادات برتبة “رائد” و5 قيادات برتبة “نقيب”.
وتلك ثاني مرة تعلن جماعة الحوثي مقتل عناصرها بغارات أمريكية بريطانية، حيث سبق أعلنت في 14 يناير الماضي مقتل 6 من عناصرها، بينهم ضابط برتبة “عقيد” ويدعى نشطان ناصر النهمي.
وتتكتم المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على خسائرها البشرية والعسكرية، لا سيما خلال الضربات الأمريكية البريطانية التي تعد قاتلة بالنسبة للمليشيات التي تهدد بالتصعيد في البحر الأحمر عبر استهداف السفن التي تمر في اتجاه قناة السويس.
ورغم تواصل الضربات الأمريكية البريطانية إلا أن جماعة الحوثي لم توقف هجماتها، ووسعت من بنك أهدافها بما في ذلك “السفن الأمريكية والبريطانية”، إلى جانب السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية.
وبعد هجماتها نحو إسرائيل التي بدأت في أكتوبر الماضي وسعت جماعة الحوثي هجماتها لتشمل سفنا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بذريعة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها بدعوى نصرة غزة.
ويقول المحلل السياسي اليمني مرزوق الصيادي: إن الحوثيين يرون أن الهجمات في البحر الأحمر تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، لكن رغم أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا محورية في أيديولوجية الحوثيين ويتاجرون بها أمام العالم أجمع، إلا أن أفعالهم في البحر الأحمر تأتي مع فوائد أخرى تهدف لصالح إيران في المقام الأول.
وأضاف الصيادي – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن مليشيات الحوثي، في قتالها، صرفت الانتباه عن الأزمة الإنسانية في اليمن، وحشدت الدعم المحلي والدولي، وجعلت اسمها معروفًا الآن عالميًا، وتهدف الآن لأن يراها العالم الحاكم الفعلي لليمن ولكن ذلك لم يحدث، حيث تصيغ المليشيات عملياتها في البحر الأحمر على أنها تتم من قبل “القوات المسلحة اليمنية”، وفي الوقت نفسه، تتمركز الحكومة المعترف بها دوليًا في مدينة عدن الجنوبية ومليشيات الحوثي بذلك تسعي للحرب، بالرغم من الخسائر الكثيرة التي تتعرض لها.