يعيش العراق أزمات مستمرة، ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر بالعام الماضي 2023، بدأت المليشيات العراقية الموالية لإيران باستهداف القوات الأمريكية في العراق مع مطالبات شعبية بخروج القوات الأمريكية من العراق في ظل مناوشات تشهدها مع الفصائل المسلحة.
وتتعرض القواعد الأمريكية في العراق إلى ضربات متواصلة بالصواريخ والمسيرات، من قبل حزب الله في العراق وبعض الفصائل الأخرى، وهو ما استدعى غضبًا شعبيًا؛ نظرًا لما قامت به القوات الأمريكية مؤخرًا بالرد على الفصائل بضربهم في عملية رد على استهداف قاعدة أمريكية في الأردن سقط بها 3 جنود من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومؤخرًا دعت مسؤولة كبيرة في الأمم المتّحدة “جميع الأطراف” إلى الحؤول دون تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وذلك خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي، وواجهت فيه الولايات المتّحدة اتهامات روسية وصينية بصب الزيت على النار بسبب ضرباتها الانتقامية الأخيرة في سوريا والعراق.
وكانت القوات الأمريكية المتواجدة بالعراق وسوريا قامت بالرد على مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة عشرات آخرين بهجوم تعرضت له على الحدود الأردنية السورية، بـ85 ضربة على مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق؛ مما فتح أبواق الخروج من العراق وسوريا في ظل اشتعال المنطقة بالحروب والمناوشات.
وفي الوقت نفسه، انتشرت الأنباء عن تفكير أميركي جدي في سحب قواتها المتبقية في سوريا والعراق، مع الحرب في غزة توسعت منذ اليوم الثاني لعملية 7 أكتوبر 2023، وانتقلت إلى العراق وسوريا وساحل البحر الأحمر باليمن.
ردود الفعل الأميركية داخل الأراضي العراقية أزعجت الحكومة، وهو ما عبر عنه أكثر من مرة، كان آخرها اعتبار رئيس الوزراء العراقي – في بيان له – أن الهجمات الأميركية في العراق تجاوزت على سيادة العراق بشكل سافر، ومن شأنها أن تؤدي إلى “تصعيد غير مسؤول”.
وقالت وزارة الخارجية العراقية: إن المباحثات الدائرة حاليًا بين جانبها وبين واشنطن ستكون مهمته صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي، ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية.
ويقول المحلل السياسي العراقي، الدكتور عبد الكريم الوزان: إن الهجوم الأمريكي على بعض المناطق في العراق وسوريا جاء انتقامًا من الهجوم بالمسيرة على القوات الأمريكية، وتم ضرب 85 موقعًا خلال نصف ساعة، وهذه كانت بمثابة رسالة إلى سوريا والعراق بأنها لم تغادر أراضي البلدين وأمريكا مستعدة للمزيد من التوترات في المنطقة، وكانت مهمة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واضحة وهي إنهاء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي الذي بات الآن غير متواجد.
وأضاف “الوزان” -في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن الضربات الأمريكية تعتبر انتهاكًا لسيادة العراق أنهى كل مساعي التهدئة وأوسع نطاق المعركة خصوصا أنها أدخلت بعض دول المنطقة، وهناك دولاً فتحت قواعدها وهذا سيهدد مسار أكثر من ثلث مصادر الطاقة التي تخرج من منطقة غرب آسيا، وبالتالي يفاقم الأزمة الحالية بمنطقة الشرق الأوسط.