منذ فترة فتحت طهران أبواب جديدة نحو العرب بدءًا من التقارب مع السعودية ومن ثم التواصل مع دول عربية أخرى لتنهي سنوات من الخلاف مع الدول العربية، وبات هناك زيارات متبادلة، وآخرها الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية السوداني إلى طهران.
وأعلنت إيران والسودان في 9 أكتوبر – في بيان مشترك- عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والخرطوم.
ومنذ منتصف إبريل ضربت حربًا عاصفة بين قوات الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في السودان، وهو ما جعل العالم يبحث عن مخرج للأزمة الحالية، خاصة وأن الزيارة تحمل في طياتها الكثير من المشاورات حول الأزمة التي عصفت بشعب السودان.
وزير الخارجية في الحكومة التابعة للبرهان علي الصادق، قام بزيارة طهران بناءً على دعوة من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوداني خلال الزيارة مفاوضات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين.
حيث سيعقد مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين الايرانيين، وذلك بعد اتفاق الجانبين على استئناف العلاقات بينهما، وكان وزير الخارجية السوداني، قد أعلن في 20 يناير 2024 عن “جهود الخرطوم لاستئناف العلاقات مع إيران”، مصرحًا أن قطع العلاقات بين البلدين لم يكن بإرادة الحكومة والشعب السودانيين على الإطلاق.
يسعى الجانبين السوداني والإيراني على توسيع تعاونهما في مختلف المجالات التي بإمكانها ضمان مصالح البلدين وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة. واتفقا أن يقوما باتخاذ إجراءات ضرورية من أجل افتتاح سفارتيهما في البلد الآخر في المستقبل القريب، وأن يقوما بالتنسيق اللازم لتبادل الوفود الرسمية لبحث سبل توسيع التعاون بين البلدين، وكان السودان قد قام بقطع علاقاته مع إيران في عام 2015.
وقالت الخارجية السودانية حينها – في بيان لها- : إن الخرطوم وطهران اتفقتا على عودة العلاقات بينهما بعد اتصالات رفيعة المستوى في حكومة البلدين خلال الأشهر الماضية لتحقيق مصلحة البلدين، وأشارت لاتفاق الطرفين على تطوير العلاقات بينهما وتوسيع التعاون في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعبين.
وأعلنت إيران والسودان في يوليو الماضي، عزمهما استعادة العلاقات بينهما، بعد أن التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع نظيره السوداني علي الصادق، للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية قبل 7 سنوات.
ويقول المحلل السياسي محمد إلياس: إن الزيارة تهدف بشكل واضح إلى استكمال التطبيع بين البلدان في ظل ما يحدث داخل منطقة الشرق الأوسط ومحاولة إيران التوسع بسياسات كبيرة داخل البلدان التي كانت في السابق على مقاطعة مع طهران.
وأكد إلياس – في تصريحات خاصة -، أن نظامي السودان وإيران غيروا وجهة نظرهم مؤخرًا، طهران تريد أن يكون لها أصدقاء من العرب وذلك بدأ مع السعودية والسودان، و يبدوا أن التطبيع مع مصر قادم، وكذلك السودان التي تريد عبر نظامها الحالي برغم الحرب أن تحقق مكاسب عبر القوى الخارجية.