حربًا بدأت في قطاع غزة في السابع من أكتوبر من العام الماضي، وتلاها مناوشات ما بين حزب الله في جنوب لبنان أمام إسرائيل ومن بعدها تدخلت مليشيات الحوثي، فيما يحدث في الشرق الأوسط عبر قرنة في البحر الأحمر ضد السفن التي تمر باتجاه إسرائيل وأوروبا تحت ذريعة نصرة شعب غزة، وتلاها مناوشات ما بين القوات الأمريكية والفصائل العراقية والسورية المدعومة من إيران بالمنطقة، لتتحول منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة حرب مشتعلة.
في أحدث مؤشر على انتشار الصراع في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على 36 هدفًا في اليمن، في اليوم الثاني من العمليات الأميركية ضد ميليشيات مسلحة موالية لإيران في أعقاب هجوم على قوات أميركية في مطلع الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل 3 جنود في قاعدة بالأردن.
وتتزامن الضربات في اليمن مع حملة أميركية انتقامية عسكرية بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون مدعومون من إيران على موقع في الأردن، ونفذت الولايات المتحدة يوم الجمعة الموجة الأولى من هذا الانتقام، إذ ضربت في العراق وسوريا أكثر من 85 هدفًا مرتبطًا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها؛ ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 شخصًا.
وعلى الرغم من الضربات ضد الجماعات المدعومة من إيران، قال “البنتاغون”: إنه لا يريد الحرب مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد الحرب أيضًا. ويكثف الجمهوريون الأميركيون الضغوط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني – في بيان- : إن الهجمات في العراق وسوريا تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجي آخر ترتكبه الحكومة الأميركية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
ويقول الباحث السياسي فهد الشليمي: إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح بذلك، ولا يعتقد أن المنطقة على أبواب حرب شاملة؛ لأن هناك الآن حراك في قضية غزة والتي هي السبب الرئيسي لما يحدث، وهو ما استفاد منه الحوثيين وحزب الله، والمليشيات العراقية، وأيضًا في ضبط، لآلية، وإيقاع النزاع، لا توجد قوات برية في القتال بل هي ضربات جوية فقط وليست متلاحقة وأغلبها تحذيرية فقط.
وأضاف الشليمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن الولايات المتحدة أعلنت أنها لا تريد بحرب مع إيران، وإيران قالت إنها لا تريد حرب، وبالتالي الضرب سوف يكون على أذرع إيران والضرر في الدول التي تكون فيها أذرع إيران مثل سوريا واليمن ولبنان، وإيران سوف تبقى سالمة، لذلك ضبط الإيقاع السياسي الأمريكي الإيراني هو متوازن، ولا توجد الحقيقة، حرب شاملة، ولا يوجد دليل على الحرب.
كما أشار الشليمي إلى أن تواجد القوات الأمريكية في المياه الدولية لمحاربة الحوثي ولا يوجد دولة انطلقت منها قواعد أو طائرات في القواعد التي فيها قواعد أمريكية، ولا توجد حرب شاملة في الوقت الحالي، الإيقاع السياسي الإيراني الأمريكي مضبوط حتى الآن.