وضعت التوترات المستمرة في الشرق الأوسط شركات الشحن الدولية في حالة من التوتر، حيث حولت الهجمات الصاروخية المتبادلة البحر الأحمر إلى منطقة شديدة الخطورة للعبور، مما أدى إلى انسداد التجارة العالمية وتعطل سلاسل التوريد.
مؤخراً، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتصعيد الهجمات الانتقامية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين واصلوا استهداف سفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر كجزء من تصعيد الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقد أدت هذه الأعمال العدائية المتفاقمة إلى خنق الممر المائي الحيوي، المسؤول عن حوالي 15% من التجارة الدولية، ولتجنب البحر الأحمر المبتلى بالصواريخ، تضطر شركات الشحن إلى الالتفاف حول الطرف الجنوبي لإفريقيا للتنقل بين أوروبا وآسيا ــ مما يؤدي إلى إطالة رحلتها بنحو 25% ــ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل والتشغيل.
كما أدى الخطر المتزايد للعبور عبر البحر الأحمر والتعرض للمخاطر الكبيرة إلى زيادة أسعار أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب وتشديد شروط أسعار مخاطر الحرب للشحنات عبر نقطة الاختناق.
وفي سياق متصل، واجهت الولايات المتحدة الأميركية استهداف الحوثيين لقواعد غربية بالمنطقة، بعد أن ذكر تقرير استخباراتي أميركي أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة، وذلك رغم الهجمات الأميركية والغربية الأخيرة على قواعد انطلاق صواريخهم باليمن.
فيما أفاد قيادي حوثي بأن المرور بأمان في البحر الأحمر سيتم في حال وضع لافتة “لا علاقة لنا بإسرائيل” في لوحة التعريف الآلي للسفينة.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية.
ومن جهتها، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن الحوثيين يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة من طهران، وأن مهمة واشنطن في اعتراض الأسلحة الإيرانية أثناء شحنها إلى اليمن صعبة للغاية.
وتدفق الأسلحة إلى الحوثيين – بحسب الصحيفة – يعكس رغبة واضحة من طهران في استغلال الاضطرابات الإقليمية الحالية وطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط، إلا أن إيران لا ترغب في الوقت نفسه في خوض حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة.