منذ هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، ويتسع نطاق الحرب في منطقة الشرق الأوسط، كما يواجه الوجود الأميركي والانتشار الأميركي في المنطقة أزمة خطيرة، وسط الحرب الإسرائيلية الشرسة والمدمرة على غزة، اشتعلت عدة جبهات ضد القوات الأميركية، التي كانت تتمتع في السابق بموقع مريح في سوريا والعراق والبحار الإقليمية الممتدة من البحر الأحمر إلى خليج عمان.
وتدريجياً، تغير هذا تحت شعار الإيرانيين المتمثل في دعم غزة دون الدخول في حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن القواعد العسكرية الأميركية في العراق وشرق سوريا قد تم استهدافها أكثر من 120 مرة بضربات صاروخية أو طائرات مسيّرة متفجرة أطلقتها فصائل عراقية تابعة لقوات الحشد الشعبي، التي تسيطر عليها إيران فعليا من خلال فيلق القدس الإيراني.
ولقد وصلت هذه الهجمات، التي استهدفت النفوذ الأميركي الحيوي في الشرق الأوسط، الآن إلى نقطة لم يعد من الممكن تجاهلها، ولقد أصبحت نوايا إيران واضحة، حيث تدعو إلى زيادة الهجمات على القوات الأميركية من خلال حرب العصابات، وبالتالي رفع تكلفة البقاء في المنطقة وربما إعادة فتح قضية الانتشار الأميركي في الشرق الأوسط داخل أروقة الكونجرس الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية.
ورغم أن القوات الأميركية لم تتكبد أي خسائر بشرية حتى الآن، إلا أن الضغوط عليها ازدادت؛ ما أدى إلى تقييد تحركاتها خوفا من الكمائن في كل من العراق وسوريا.
وتستمر هجمات الحوثيين على السفن البحرية في البحر الأحمر، وتحديداً في مضيق هرمز وباب المندب، منذ عام 2017، وتصاعدت في الآونة الأخيرة، ولا تهدف هذه الهجمات فقط إلى التأثير على سوق النفط العالمية.
وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، اتخذت عمليات الحوثيين نهجا أكثر استهدافا، مع التركيز على الناقلات القادمة من الدول التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل أو مرتبطة بشخصيات إسرائيلية، وهذا التوسع في النطاق جعل من هجماتهم تهديدًا كبيرًا للتجارة العالمية وسوق أسعار النفط.
وقال مختار غباشي نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية العربية: إن الحرب وصلت في المنطقة إلى مستوى جديد، وتواصل ميليشيا الحوثي خلق تشنجات على الرغم من الهجمات الأولية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: يقف النظام الإيراني وراء كل أعمال إثارة الحرب في المنطقة، لأنه يحتاج إلى خلق أزمة خارجية من أجل الحفاظ على بقائه، وفي بداية حرب غزة، ذكر زعيم المقاومة الإيرانية: “لقد قال خامنئي مرارا وتكرارا إنه إذا توقف عن شن الحرب خارج حدود إيران، وباعتماده الآن على تقاعس أوروبا والولايات المتحدة واطمئنانه من أنه لن يدفع ثمنا، يصول ويجول في المنطقة للهروب من انتفاضة الأمة الإيرانية”.
وأوضح غباشي أن الأمر الثاني هو أن هذا التحريض على الحرب من قِبَل النظام الإيراني ينبع من سياسة استرضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى، مع النظام الإيراني، والأمر الثالث هو أنه طالما لا تتم الإطاحة بنظام الملالي، لن يكون هناك سلام وأمن لأحد في الشرق الأوسط.