تتطور الأحداث سريعاً على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بداية من حرب غزة في السابع من أكتوبر، ويشهد جنوب لبنان يومياً رشقات من المدفعية التي تقوم بإرسالها إسرائيل باتجاه قوات حزب الله المدعومة من إيران.
الغارات التي تقوم بها إسرائيل تهدف إلى توقف حزب الله عن مهاجمة إسرائيل بقذائف وطائرات مسيرة، حيث كان آخرها حينما ألقى الجيش الإسرائيلي خمس قذائف دخانية على عمال في إحدى المزارع في المنطقة، ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية، لم يُصَبْ أحد في الغارات الأخيرة، واقتصرت الأضرار على الماديات.
تركزت الغارات الإسرائيلية على مرتفعات كفرشوبا وبلدات أخرى في جنوب لبنان، مثل كفركلا والطيبة ومركبا ووادي السلوقي وعيتا الشعب وأطراف الناقورة، كما استهدف القصف المدفعي أطراف طيرحرفا والجبين وشيحين.
في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تحييد التهديد الذي تشكله حركة حماس وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب تتطلع أيضاً إلى تغيير طويل المدى على جبهتها الشمالية مع حزب الله في لبنان.
ومع اقتراب العنف على الجبهة اللبنانية من مستويات لم نشهدها منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، قال المسؤول: لن نعود إلى الوضع الذي كان عليه في السادس من أكتوبر في الشمال، مضيفاً: هذا يعني أننا لن نسمح للمدنيين لدينا لا في غلاف غزة ولا على الحدود اللبنانية بأن يكونوا تحت هذا التهديد.
كانت الحدود الإسرائيلية – اللبنانية متوترة منذ تأسيس إسرائيل كدولة في عام 1948، ولم يلعب لبنان، الدولة المنقسمة بشدة على أسس طائفية، دوراً يُذكر في هذه الصراعات، لكنه وجد نفسه في طليعة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني المستمر منذ عقود بينما كان غارقاً في حربه الأهلية التي بدأت في عام 1975.
ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب، أن جنوب لبنان وصل إلى مرحلة خطرة من الحرب في ظل عدم وجود إدارة سياسية في لبنان، وكذلك سيطرة حزب الله على الأوضاع في البلاد والانخراط في حرب قد تكلف لبنان المزيد من المعاناة وهو ما بات واضحاً مؤخراً بقصف إسرائيل يومياً للبلاد.
وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أن من المعروف أيضاً أن حزب الله يمتلك مجموعة من الذخائر الموجهة بدقة، التي حذر أمينه العامّ حسن نصر الله من إمكانية استخدامها في حالة اندلاع حرب شاملة أخرى، ولكن ما يحدث هو مناوشات ضعيفة من جانب حزب الله وقوية من الجانب الإسرائيلي.