منذ السابع من أكتوبر بدأت حرب حركة حماس وإسرائيل، حيث تصاعدت الاستهدافات بين الجانب الإسرائيلي والحركة؛ ما أدى إلى استهداف القطاع بطائرات مسيّرة وصواريخ من الجانب الإسرائيلي، ما استدعى المزيد من القتلى والجرحى من المدنيين.
ومؤخراً بات استهداف الصحفيين هو السمة الأساسية للحرب، حيث تخطى عدد الصحفيين الذين تم استهدافهم من الجانب الإسرائيلي ما يزيد على الـ100 شخص، وكذلك فيتم قطع الاتصالات والإنترنت عنهم في تعتيم كامل على ما يحدث داخل القطاع.
وآخر ما يحدث داخل القطاع هو ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأنه قد تم ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 صحفيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد ارتقاء الزميلين الصحفيين الشهيد حمزة وائل الدحدوح، والشهيد مصطفى ثريا، حيث استشهدا بقصف إسرائيل لسيارة كانا يستقلانها خلال تغطيتهما الصحفية.
وأدان المكتب الإعلامي في غزة بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء، وأن هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الجيش “الإسرائيلي” بحق الصحفيين تهدف إلى ترهيب وتخويف الصحفيين، ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية.
وقال نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: إن ما يجري للصحفيين في غزة استهداف متعمد، وأضاف نائب الأمين العام: أن منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يهدف لصرف العالم عما يحدث، موضحا أننا نأمل أن تكون هناك إرادة لتحويل مسار ما يجري الآن في القطاع.
وتابع: إن سكان غزة يعيشون مأساة لكن الصحفيين عانوا بشكل خاص بسبب الحرب، مشيرا إلى أن الناس الآن أصبحوا أكثر وعيا بما يرتكب من جرائم في غزة.
إسكات الكلمة متمثل في قتل صاحبها، أو استخدام أهالي الصحفيين ككروت إرهاب يهتز لها وجدانهم للتوقف عن نقل الحقيقة، كواحدة من انتهاكات الحقوق الدولية للصحفيين، بل تخطى الأمر الوضع الفردي لمعاقبة الصحفي على دوره المهني بضغط عائلي كوسيلة ضغط لإيقافهم.
وكانت أبرز الأمثلة الحية على هذه المقولة موقف الصحفي وائل الدحدوح الذي تلقى خبر استشهاد 12 فرداً من عائلته أثناء تأديته مهام عمله مرتدياً زي الصحافة.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية من استهداف الصحفيين هو دلالة واضحة على عدم اهتمام ومحاولة كبرى لطمس الحقائق التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي في قطاع غزة مؤخراً.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن إسرائيل حالياً تقوم بعمليات استهداف واضحة بعيداً عن القصف العشوائي الذي كان يتم حيث كان من الواضح ذلك مع استهداف قائد حركة حماس العاروري ومن بعده استهداف الصحفيين، وتصريحات قادة إسرائيل بطول أمد الحرب هو دلالة على تغير إستراتيجية الحرب باستهداف القادة ومن له كلمة مؤثرة في الحرب.