مخاوف كبرى لاندلاع حرب كبرى بالمنطقة، حيث تشهد المنطقة منذ السابع من أكتوبر تصعيداً كبيراً نتيجة للحرب التي اندلعت ما بين حركة حماس وإسرائيل، وهو ما يزيد من المخاوف الأميركية لاتساع رقعة الحرب في المنطقة المشتعلة بالمناوشات التي تقودها إيران بالمنطقة عبر حركات تابعة لها مثل حزب الله في لبنان وميليشيا الحوثي في اليمن.
ومؤخراً بات الوضع مثيراً للإدارة الأميركية التي تسعى لتجنب اتساع رقعة القتال، حيث يدخل الرئيس الأميركي بايدن صراعاً كبيرا في الانتخابات الأميركية 2024، وهو ما يستدعي حلولاً للحروب الكثيرة التي ضربت العالم مؤخراً.
وعقب مقتل صالح العاروري ووقوع تفجيرين في إيران، بدأ وزير الخارجية الأميركي بلينكن جولة شرق أوسطية هي الرابعة منذ أكتوبر الماضي، في محاولة لرأب العنف بالمنطقة.
وتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب في قطاع غزة بعد مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية والتفجيرين في إيران.
وتشمل الجولة محطات إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في المنطقة، على ما أفاد مسؤول أميركي مساء الأربعاء، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إنه لا بلد “لديه مصلحة في حصول تصعيد”، في وقت تُنتقد الولايات المتحدة لدعمها الثابت لإسرائيل منذ بدء قصفها المدمر ولاحقا عملياتها البرية في قطاع غزة؛ ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق داخل أراضيها في السابع من أكتوبر.
وازدادت المخاوف من امتداد الحرب في قطاع غزة إلى المنطقة بأكملها مع الضربة التي أسفرت مساء الثلاثاء عن مقتل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع ستة أشخاص آخرين أثناء عقدهم اجتماعا في مكتب لحماس في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله المدعوم من إيران، واتهمت حماس والسلطات اللبنانية إسرائيل بتنفيذها.
وفي جنوب إيران قتل نحو 100 شخص الأربعاء في تفجيرين شبه متزامنين استهدفا حشوداً كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال اللواء قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد؛ ما زاد من أجواء التصعيد والتوتر في المنطقة.
واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف اغتيال العاروري و”الاعتداء” قرب مقبرة الشهداء، حيث يرقد سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. وإن كان مسؤول أميركي أكد أن الضربة على العاروري كانت “إسرائيلية”، إلا أن وزارة الخارجية أعلنت أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في أيّ حالٍ من الأحوال” في التفجيرين في إيران، معتبرة أن “أي قول يعاكس ذلك هو أمر سخيف”، فيما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري ردا على سؤال بهذا الصدد: “نحن نركز على القتال مع حماس”.