جماعة الاخوان الإرهابية تسعي من آن لأخر البحث والتوغل في مناطق جديدة من أجل نشر افكارها الإرهابية وخلق قواعد لها في البلدان التي تشهد أزمات سياسية عاصفة ومن تلك البلدان كانت اسيا أماكن جيدة للتواجد الإخواني خاصة بعد طردهم بلاد تواجدهم في تركيا وقطر، ومحاولاتهم البحث عن بلدان جديدة يستطيع فيها الجماعة البحث عن رؤية الانتشار والتوغل.
مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات دراسة تهدف لاستكشاف مسار التطور التاريخي الذي عرفته الإسلاموية “الجنوب آسيوية”، والتأثير الإخواني على هذه الإسلاموية من حيث واقعه وحدوده، وبداياته في تلك الدول، انطلاقاً من جمهورية مصر العربية، والشخصيات المؤثرة في هذا الانتقال الإسلاموي.
ومنذ 2013، وطرد جماعة الاخوان من القواعد بمصر، بحثت الجماعة الانتشار في بلدان كثيرة وكان على رأسها بلدان جنوب وشرف أسيا، وهي الدول التي تتميز بمناخ سياسي جيد للجماعة حيث تشكل الأراضي الحالية لبنغلاديش والهند وباكستان، وهي المناطق الأساسية في جنوب آسيا، كما تضم إليها عادة أفغانستان، إضافة إلى نيبال وبوتان، وهما دولتان مستقلتان إهتمام الجماعة الإخوانية مبكراً بالتمدد خارج مركزها المصري.
جماعة الاخوان بدأت الاتصال بالدول الجنوب آسيوية في الماضى أيضاً عندما قامت يأنشاء “قسم الاتصال بالعالم الإسلامي”، عام 1944 وتولى رئاسته آنذاك عبد الحفيظ سالم الصيفي، وهو القسم الذي سيتطور لاحقاً ليصبح “التنظيم الدولي” للجماعة.
وقد ألهمت أفكار الجماعة جماعات أخرى لتأسيس جماعات إسلامية مشابهة لها في الهيكلية التنظيمية، ومتأثرة بها في المنهج، وإن كانت مستقلة عنها تنظيمياً وسياسياً، على رأسها “الجماعة الإسلامية” في شبه القارة الهندية، التي أسسها المنظر الديني أبو الأعلى المودودي الذي لعب دوراً مهماً في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.
ومع عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان ألهمت الإسلاموية في منطقة جنوب آسيا، وذلك فيما يشبه حالة من الصحوة الجيوسياسية للجماعة في المنطقة، خلافاً للنكسة التي تعيشها في معقلها الشرق أوسطي، حيث تشهد الجماعة الإسلامية في باكستان نزوعاً أكبر نحو التشدد، في ظل قيادة سراج الحق، الذي يعد أحد رموز الجناح الأكثر تشدداً داخل الجماعة، ويجمع إلى جانب جذوره العائلية ذات التكوين الديني جذوراً قبلية تعود إلى منطقة دير الشمالية الغربية النائية بالقرب من الحدود الأفغانية، وهو ما جعله ذا روابط بالأفغان أكثر من أي أمير سابق للجماعة.
وبينت الدراسة أن جمعية الإصلاح بقيادة عبد الصبور فخري، كانت الممثل الرسمي للجماعة، وعملت في شكل تنظيم مدني غير حزبي، وعقب نجاح حركة “طالبان” في إعادة سيطرتها على السلطة في أغسطس 2021، رحبت “جمعية الإصلاح” في كابل بنقل السلطة للحركة” وأشادت في بيان بـ “المعاملة الحسنة والإسلامية لحركة طالبان”، وفي الوقت ذاته هنأت جماعة الإخوان المسلمين الأم الشعب الأفغاني على “انتصاره وتحرير أرضه”، كما هنأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التابع للجماعة، “الشعب الأفغاني” و”قيادته حركة طالبان” على “هذه الخطوات وعلى هذه المرحلة الجديدة التي بدأت في أفغانستان”.
ويقول الباحث في الشأن الإخواني والمنشق عن جماعة الاخوان الإرهابية طارق البشبيشي، ان الهدف من التوغل الاخواني في بلدان العالم هو تواجدها بقوة علي مستوي العالم، وهو ما نراه من تواجد الجماعة في عدد من الدول الأخرى، وفي ظل طردهم من البلدان التي تكتشف حقيقتهم نري ان الجماعة تبدأ بالزحف نحو بلدان لهم قواعد بها.
وأشار البشبيشي في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أن جماعة الاخوان منذ أن بدأت قام ببناء حركات تابعة لها في بلدان متعددة وفى أوروبا أيضاً، ولكن الانتشار في أسيا كان اسرع نتيجة تواجد طلاب أسيا للدراسة في الازهر وكاكان يتم استقطاب العناصر من قبل الجماعة بسهولة، مما فتح أبواب التوغل في أسيا.