تقارب صيني أوروبي يثير جدلا واسعا في ظل دلالات عالمية حول علاقة الصين ممثلة الشرق وصاحبة النفوذ الشرقي والحليفة لروسيا مع زعماء أوروبا الأقرب للولايات المتحدة الأميركية والداعمين لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
ومنذ سنوات تتقارب الرؤى الصينية الأوروبية في لقاء بكين الذي يمثل كرة الثلج حاليًا في ظل تداعيات عالمية وحروب تغزو العالم مؤخرا لما يقترب من حرب عالمية ثالثة وتغيرات في الجيوسياسي العالمي مؤخرا.
ومؤخرا اجتمع الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين الخميس برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”.
الاجتماع يأتي في إطار وجود الزعيمين الأوروبيين في العاصمة الصينية لحضور قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين، ويعتبر اللقاء أول قمة حضورية بين الطرفين منذ أكثر من أربع سنوات بعد أن أدّت جائحة كوفيد-19 إلى عزل الصين عن بقية العالم واتهامات أميركية بصناعة الصين لفيروس كوفيد.
وقال الرئيس الصيني خلال لقائه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: “علينا أن نواجه معا التحديات العالمية، ونعمل معا على نشر الاستقرار والازدهار في العالم”.
هذا، وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في مستهل القمة: إن التكتل يريد “علاقة مستقرة مع الصين ويستفيد منها كلا الطرفين”.
كما صرح ميشال مخاطبا شي في كلمته الافتتاحية للقمة الأوروبية-الصينية قائلا: “نحن متحدون في الالتزام بالسعي لإقامة علاقة مستقرة مع الصين ويستفيد منها كلا الطرفين”، مشددا على أن التكتل يسعى لعلاقة تقوم على “مبادئ الشفافية، والقدرة على التوقع، والمعاملة بالمثل”.
ومن جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس إلى معالجة “الاختلالات في التوازن والخلافات” بين الاتحاد الأوروبي والصين.
ويقول المحلل السياسي مختار غباشي: إن الصين هي أكبر مصنع عالمي، وبالتالي لا تستطيع أوروبا التخلي عنها وهو ما يؤكد على القمة التي تعود من جديد في ظل توسيع النفوذ الصيني في العالم وخاصة انتشارها في القارة الإفريقية التي أصبحت سلة العالم والتي خسرت أوروبا نفوذا كثيرا في السنوات الأخيرة لصالح الصين وروسيا.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن هناك ملفات لا تزال تواجه تباعدا بين الاتحاد الأوروبي وأكبر شريك اقتصادي له، في مقدمتها العجز التجاري الكبير والحرب في أوكرانيا التي تدعم بها أوروبا أوكرانيا والصين حليف لروسيا.