صراع ممتد منذ أشهر بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السودان بقيادة البرهان، وصل إلى مرحلة من الإنهاك، المفاوضات تفشل في التوصل إلى حلول وآخرها ما حدث من قمة جدة التي أعلنت عن توقف عملها نظراً لفشل الأطراف في حماية المدنيين ووقف إطلاق النار ومحاولتهم المستمرة لخرق الهدن مما سبب أزمات كبرى، مع اتهامات للطرفين بجرائم الحرب.
ويعاني اقتصاد البلاد المنهك أصلاً من تدهور كبير، حيث خرجت غالبية قطاعات الإنتاج العامة والخاصة عن الخدمة جراء تعرّضها لعمليات نهب وتدمير واسعة في الأشهر الأولى لاندلاع الصراع.
وعمليات النهب طالت كل شيء، بما في ذلك كبرى الشركات والمصانع والبنوك التي تتركز في مدن الخرطوم، فلا يوجد شخص لم يتضرر، بدءاً من صغار التجار والحرفيين، وهؤلاء الأكثر تأثراً، ومروراً بالمنتجين والمزارعين، ما أثّر على سلاسل الاقتصاد السوداني.
اتهمت الولايات المتحدة الأربعاء طرفي النزاع في السودان بارتكاب جرائم حرب، وحملت قوات الدعم السريع أيضا المسؤولية عن ممارسة عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين إلى “وقف هذا الصراع فورا، والامتثال إلى التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن طرفي الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب، وذلك في وقت تكثف فيه واشنطن الضغط على كل من الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء القتال الذي تسبب في كارثة إنسانية، وقال بلينكن في بيان، إن واشنطن توصلت أيضا إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا.
وأدى القتال الذي اندلع في منتصف أبريل إلى نزوح أكثر من 6,5 مليون شخص داخل السودان وخارجه، ومقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وتدمير الاقتصاد.
وقال بلينكن: “توسع الصراع الذي لا داعي له بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تسبب في معاناة إنسانية خطيرة”.
ويؤكد الباحث السياسي محمد إلياس أن ما يحدث من فشل مفاوضات جدة برعاية أميركية سعودية هو كارثة على شعب السودان، واتهام طرفي الصراع بتنفيذ جرائم حرب ليس جديداً فمنذ أكثر من 7 أشهر يعاني شعب السودان من قتل واغتصابات وغيرها من سرقة ونهب وهو توابع الحرب التي بدأت في منتصف إبريل.
وأضاف إلياس في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أن طرفي النزاع حالياً في أزمة كبرى في ظل رفض شعبي وأممي لما يحدث وكل طرف يحاول الانتصار ولكن ما حدث مؤخراً يدل على إطالة أمد الحرب في البلاد التي تعاني في الأساس من تباعات ولا بد من إنهاء النزاع.