تتصاعد الحرب في شتى أنحاء العالم وتدخلات أطراف كثيرة في النزاع الكبير الذي يبدو أنه حرب عالمية ثالثة بدأت بحرب روسيا وأوكرانيا ومن ثَم الوصول إلى حرب إسرائيل نحو قطاع غزة، مما يفجر أزمات كبرى عالمياً نتيجة للأوضاع الدموية في أنحاء الصراعين.
واستمرت الحرب في أوكرانيا وقطاع غزة في دمويتها، وحصد أرواح العديد من المدنيين على الرغم من جهود مستمرة كبرى لوقف نزيف الحرب المستمرة.
والحرب الروسية الأوكرانية والتي استمرت لنحو عامين شهدت خسائر فادحة للطّرف الأوكراني في العناصر المقاتلة والإمدادات العسكرية الغربية، فضلا عن الخسارة العسكرية والمادية البالغة للجيش الإسرائيلي أمام حركة حماس، وأغلبها في الآليات والأسلحة والعتاد.
ورغم أن الحرب الروسية الأوكرانية تبعد كثيراً إلا أن هناك عاملا مشتركا في خسارة أوكرانيا هجومها البري أمام روسيا، وخسارة أخرى للجيش الإسرائيلي أمام حربه ضد حركة حماس التي دخلت الشهر الثاني.
وأسباب فشل الهجوم البري لأوكرانيا وإسرائيل طوال مدة طويلة، رغم فارق القوة القتالية والكفاءة التي يملكها جيش إسرائيل، بالإضافة إلى كثافة الإمدادات العسكرية التي تلقتها كييف في مواجهة روسيا منذ 22 فبراير 2022، حيث بالغت أوكرانيا في إلقاء جنودها بأتون من النيران الروسية التي انفتحت عليهم من كل حدب وصوب في خيرسون وباخموت التي سميت بـ”مفرمة اللحم”، دون دراسة واعية عسكريا لأرض المعركة بقوة.
كما أن التفوق الجوي الروسي الكاسح، في ظل افتقار الجانب الأوكراني لقوات جوية وانتظار وصول مقاتلات “إف-16” والصواريخ بعيدة المدى، جعلا من الجيش الأوكراني فريسة سهلة المنال للضربات الجوية والمدفعية الروسية.
في نفس السياق تعتمد حركة حماس، ومعها فصائل فلسطينية، على نظرية “الضربات الخاطفة” منذ عقود ضد الجيش الإسرائيلي، وهي نظرية تساعد على إنهاك أعتى الجيوش قوة، وتستنزف قوّته العددية، وفي ظل نزول جيش إسرائيل لمحاولات الضغط على الأرض والاجتياح البري وإثبات قدرته على استعادة الردع مُني بخسائر واسعة.
وحالة الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي مهدت لخسائر كبيرة حالة الاجتياح البري، لا سيما أن القتال يدور في أحياء سكنية ومداخل القرى، وهي أماكن مدروسة جيّدا وتجيد المقاومة الفلسطينية الحرب فيها.
وتلجأ “حماس” وفصائل أخرى إلى تطوير وتنويع أماكن هجماتها صوب الجيش الإسرائيلي من قصف العمق واستهداف الكمائن ونصب الفخاخ العسكرية للدبابات ومجموعات الجنود، وهي سياسة تساعد على تشتيت متخذي القرار لدراسة سبل الرد العسكري المضاد.