اقتربت الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا على دخولها للعام الثاني، ومع دخول فصل الشتاء تصاعدت حدة المواجهات بين الطرفين بشدة في ظل هطول الثلوج الكثيفة التي بدورها قد تعطل الحرب قليلاً ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ولا تزال الاتهامات بين الطرفين مستمرة، حيث تتهم القوات بعضها البعض بجرائم حرب متتالية، وأخرها قيام كييف باتهام روسيا بارتكاب “جريمة حرب” عبر إعدام جنود أوكرانيين أبدوا نيتهم الاستسلام، جاء ذلك بعدما أظهر مقطع فيديو قصير نشر على “تيليجرام” لرجلين يخرجان من ملجأ، أحدهما واضعا يديه فوق رأسه، قبل أن يلقيا بنفسيهما أرضا إلى جانب مجموعة أخرى من الجنود، وتلا ذلك ما يبدو أنه إطلاق نار وانبعاث دخان قبل أن ينقطع الفيديو بشكل مفاجئ.
وبث هذا المقطع غير المؤرخ على شبكات التواصل الاجتماعي على أنه مصور بالقرب من مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا حيث يحتدم القتال، وبدوره، ندد مسؤول حقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينيتس بالفيديو ووصف ما تضمنه بأنه “جريمة حرب”.
وكتب على “تيليجرام” أيضا: “اليوم ظهر على الإنترنت مقطع فيديو لإعدام جنود أوكرانيين مستسلمين كأسرى على يد جنود روس. هذا انتهاك آخر لاتفاقيات جنيف وعدم احترام للقانون الإنساني الدولي”، كما أضاف “الجانب الروسي يظهر وجهه الإرهابي مجددا”.
ولفت لوبينيتس إلى أن الجنود الأوكرانيين جردوا من سلاحهم وكانوا رافعين أيديهم ولم يشكلوا أي تهديد، وكان على الجانب الروسي اعتقالهم واعتبارهم أسرى حرب، وفق قوله.
وهذه الحادثة ليست الأولى، في مارس، انتشر مقطع فيديو آخر على الإنترنت يظهر قتل جندي أوكراني بالرصاص بعد هتافه “المجد لأوكرانيا”، وفي ذلك الوقت، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مكتبه وثق الكثير من انتهاكات القانون الإنساني الدولي ضد أسرى الحرب.
وشمل ذلك العديد من عمليات الإعدام من دون محاكمات والهجمات التي تستهدف المدنيين من جانب القوات الروسية والميليشيات التابعة لها مثل “فاغنر”، إضافة إلى 621 حالة اختفاء قسري واحتجاز تعسفي، وفق المنظمة نفسها.
وكشف زعيم الكتلة السياسية للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، أن روسيا “عرضت إنهاء غزوها” لبلاده، مقابل “التخلي عن طموحات أوكرانيا للانضمام لحلف شمال الأطلسي ناتو”، وذلك في فبراير 2022، ونقلت مجلة “نيوزويك” الأميركية، الاثنين، تصريحات رئيس كتلة “حزب الشعب” البرلمانية، ديفيد أراخاميا، الذي قاد الوفد الأوكراني خلال مفاوضات السلام مع مسؤولين روسيين بارزين في الأشهر التي تلت الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.