استغلالاً للمناخ تستعد روسيا جيداً للحرب في ظل استمرار الصراع وتصاعد الأحداث، واستخدمت روسيا بشكل واضح عاصفة ثلجية شديدة ضربت كلا من أوكرانيا وروسيا، ليطلق عليها اسم “عاصفة القرن”، وصاحبت العاصفة رياح وأمواج عاتية، لتسبب العديد من الجرحى وانقطاع التيار الكهربائي عن حوالي مليوني شخص.
وتشن روسيا ضربات واسعة باستخدام المسيّرات على أوكرانيا، أثناء تساقط الثلوج، وهو ما تم رصده بأكبر عملية قامت بها روسيا خلال الحرب باستخدام ما يقرب من 70 مسيّرة في ضربة واحدة على أوكرانيا، وتصدت لها القوات الأوكرانية.
والعاصفة الشديدة في منطقة البحر الأسود، عطلت ما يصل إلى مليوني برميل يوميًا من صادرات النفط من كازاخستان وروسيا، ووفقًا لمسؤولين حكوميين وبيانات ملاحية، تزامن ذلك مع استمرار ضربات قوية وجهتها روسيا صوب مراكز الطاقة في أوكرانيا مع قرب حلول فصل الشتاء.
وروسيا قامت منذ شهور باختبار قدرتها على توجيه ضربة نووية انتقامية هائلة براً وبحراً وجواً، وجاء حيث أطلقت عملياً لصواريخ باليستية وصواريخ كروز في التدريب، في ليلة 25 نوفمبر، شنت روسيا ضربة واسعة النطاق باستخدام المسيّرات على الأراضي الأوكرانية، كانت معظم الضربات في كييف وضواحيها، وذكر الجانب الأوكراني، أن الغارة كانت الأكثر ضخامة من حيث عدد الطائرات دون طيار (75 درونز)، فيما أفاد الجيش الأوكراني بأنهم أسقطوا كل ما أطلقته روسيا تقريبا. هذا القصف أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 77 مبنى سكنيًا و120 مؤسسة دون كهرباء.
حاولت أوكرانيا أن ترد بنفس الطريقة؛ ففي ليلة الأحد 26 نوفمبر، تم أيضًا إطلاق عدد كبير من الطائرات المسيّرة، تم تحييد هذه الطائرات في مقاطعات كالوغا وسمالينسك وبريانسك، واصطدمت إحدى الطائرات دون طيار بمبنى شاهق في مدينة تولا، وتم إسقاط 5 طائرات في ريف موسكو، وبعضها الآخر في شبه جزيرة القرم.
وقد أعلنت، وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن فرقاطة تابعة لأسطول البحر الأسود شنت هجومًا بأربعة صواريخ كروز على البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.
وتأتي هذه المناورات في وقت تخوض فيه روسيا ما تصفه بمواجهة وجودية مع الغرب بشأن أوكرانيا، وفي وقت تلغي فيه تصديقها على معاهدة محورية للحد من التجارب النووية.
وكان قد أعلن رئيس مجلس الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، أن روسيا تدرس الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الترسانة الروسية، وقال فياتشيسلاف فولودين، إن مجلس الدوما سيناقش في اجتماعه المقبل المقرّر عقده الاثنين، مسألة سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.