حرب استمرت لأكثر منذ 50 يوماً أكلت الأخضر واليابس وحولت قطاع غزة إلى ساحة مدمرة مع الآلاف من الضحايا، حيث تحاصر إسرائيل ملايين من الفلسطينيين داخل قطاع غزة مع قصف مستمر، ومؤخراً نجحت المفاوضات برعاية مصرية قطرية في هدنة مؤقتة 4 أيام وتم تمديدها إلى يومين إضافيين تهدف إلى تسليم الرهائن وإدخال المساعدات للقطاع.
وقد شكلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس اختباراً للميدان والمواقف، حيث نجحت الهدنة المؤقتة في إرساء تهدئة من القصف والمعارك، وينتظر العالم حالياً إرساء هدنة طويلة الأمد لوقف نزيف الدماء خاصة من المدنيين والنساء والأطفال، حيث استفادت حماس وإسرائيل من الهدن المتتالية في غزة، كذلك توقعات بتصاعد الضغوط الأميركية على إسرائيل لوقف حربها في القطاع.
والهدن تسمح لحماس بإطالة سيطرتها على معظم أنحاء غزة، ووقف القتال يمنح حماس فرصة لتجميع صفوفها وإعادة تمركز قواتها، وكذلك إفراج إسرائيل عن مزيد من الفلسطينيين يسهم بتزايد شعبية حماس في الضفة الغربية، بينما تمديد الهدنة يعني عودة مزيد من المحتجزين وهو هدف إسرائيلي.
وفي توقف القتال قد تفقد إسرائيل الزخم ويعرض هدف “القضاء على حماس” للخطر، وإطالة الهدنة ستزيد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب بالكامل، تأخير استئناف المعارك قد يضع نتنياهو في مسار تصادمي مع وزراء حكومته من اليمين المتطرف، في ظل إن هناك رفضاً سعبياً لإدارة نتنياهو من قبل يوم السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى.
بينما المباحثات بين المخابرات الأميركية والمصرية والإسرائيلية إلى جانب أطراف سياسية قطرية للوصول إلى حلول جذرية لإيقاف الحرب على قطاع غزة مستمرة، ووجود اتفاق بين كل من حماس وإسرائيل حول مسألة الهدن المتتالية من أجل فك أسر الرهائن، ولكن ما يجري حالياً هو مناقشة مسارات ما بعد الهدنة.
كذلك البحث في مسألة وجود صفقة جديدة تشمل العسكريين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والتي ترفض حماس تسليمهم لإسرائيل ضمن الرهائن.
مستقبل غزة ومن سيحكمها ما بعد الحرب هو الأمر الذي يشكل نقطة تباحث هامة وأزمة للأطراف المجتمعة في الدوحة، حيث تعد الحكومة الإسرائيلية الحالية عقبة في طريق إحلال السلام، تدرس الأطراف المجتمعة في الدوحة إزاحة الحكومة الحالية بإسرائيل وإتاحة الفرصة لحكومة وسطية.