تعانى القارة الإفريقية من تداعيات انتشار الإرهاب داخل بلدانها، عقب طرد مجموعات عديدة من سوريا والعراق ذهب أغلبهم نحو الجنوب بشكل خاص في بلاد يسيطر عليها التيارات القريبة من الإرهاب مثل بوكو حرام في نيجيريا، وكذلك تنظيمات القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي.
وتنظيم داعش في غرب إفريقيا الذي انشق في 2016 عن جماعة بوكو حرام المتطرفة ينشط في منطقة بحيرة تشاد، حيث يخوض معارك مع كل من الجيش وبوكو حرام، إلا أنه مع الوقت سيطر على مناطق أخرى مكنته من زيادة قواعده.
ولكن مؤخراً تلقى التنظيم ضربة موجعة إثر قتل حوالي 50 مقاتلا من تنظيم “داعش” في انفجار لغم أرضي مضاد للدروع في منطقة بحيرة تشاد في شمال شرقي نيجيريا، وكانا شاحنتان محملّتان بمسلحين من “تنظيم داعش في غرب إفريقيا” تسيران قرب قرية أرينا ماسالاتشي في ولاية بورنو صباح الأحد حين انفجر اللغم، وأدى لمقتل غالبية من كان على متنهما، بحسب ما قال لوكالة “فرانس برس” الاثنين مسؤولان في ميليشيا محلية مناهضة للمتطرفين.
وقالت مصادر محلية في نيجريا: إن الشاحنتين كانتا محملّتين بالمقاتلين عندما اصطدمت الشاحنة التي في المقدمة باللغم وانفجرت ومعها الشاحنة الثانية التي كانت تسير خلفها قريبا جدا منها، وأضاف أن الانفجار أدّى إلى “مقتل نحو خمسين متطرفا كانوا على متن الشاحنتين وإصابة آخرين بجروح”، مشيرا إلى أن المتطرفين كانوا في طريقهم لشن هجوم عندما وقع الانفجار.
المتطرفون هم من زرعوا هذا اللغم منذ فترة لاستهداف قوات الجيش النيجيري التي تسير دوريات منتظمة في المنطقة، لكن الأمر انتهى بهم إلى الوقوع في الفخ الذي نصبوه.
ويزرع كل من تنظيم داعش في غرب إفريقيا وجماعة بوكو حرام الألغام الأرضية على الطرق في نيجيريا لاستهداف القوافل العسكرية والمدنية وذلك في إطار التمرّد الذي يشنه المتطرفون في هذا البلد منذ 14 عاما والذي خلف حوالي 40 ألف قتيل وأكثر من مليوني نازح.
ومن ناحية أخرى، يرى متابعون أنه مما لا شك فيه أن سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا أدى إلى تزخيم وتدعيم الكثير من الجماعات الإرهابية التي ترفع ألوية وشعارات إسلامية في إفريقيا، وتستفيد من تدفق السلاح من وإلى ليبيا.