منذ منتصف العام الماضي، بعد حصول تركيا على صفقة منظومة “صواريخ أس 400” الروسية، التي أثارت جدلاً ضخمًا وتسببت في أزمة دبلوماسية مع أميركا، حاول الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، التكتيم الإعلامي على الأمر تمامًا من أجل إصلاح العلاقة مع الولايات المتحدة.
ومع استعداد “أردوغان” لشنّ حرب جديدة في إقليم “كاراباخ” بأذربيجان ضد أرمينيا، كشفت مصادر رفيعة استعداد القوات المسلحة التركية لاختبار منظومة الصواريخ الروسية، لتجهيزها من أجل الاستفادة منها بتلك المعارك التي يهدف الرئيس التركي لإشعالها، ونقلها للإقليم المتنازع عليه.
وقالت المصادر: إن تلك التجارب تجري في مدينة “سينوب” على ساحل البحر الأسود شمال البلاد، حيث نقلت القوات التركية بطاريات الصواريخ لساحة التدريب وسط تكتيم إعلامي، بهدف التأكد من قوة المنظومة من اكتشاف وتتبع الأهداف، ووظائف الرادارات، واختبار التحكم في إطلاق النار.
وأشارت أيضًا إلى أن “أردوغان” يحاول استعراض قوة المنظومة الجديدة للضغط على أوروبا من أجل دعم حربه في أذربيجان وتلميع صورته أمام شعبه.
وفي وقت سابق كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أكد أن واشنطن ما زالت معترضة بشدة على شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي “أس -400″، ورافضة لتلك الصفقة المثيرة للجدل التي أوقف على إثرها صفقة الطائرات “أف 16”.
ومنذ أزمة القس الأميركي المحتجز في أنقرة، يشتعل خلاف ضخم بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث تم فرض عقوبات أميركية عليها، وتفاقم الأمر، باتجاه أردوغان لعقد صفقة شراء الدفاع الصاروخي “أس 400” مع روسيا، ليقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منع تركيا من شراء مقاتلات “أف 35″، وفرض عقوبات مالية على ثلاثة مسؤولين أتراك، ووزارتَي الطاقة والدفاع.
كما أصدر ترامب قرارًا بمضاعفة الرسوم على واردات الصلب التركية بنسبة 50%، ووقف المفاوضات بشأن اتفاق تجاري مع أنقرة، معلنًا أنه مستعد لتدمير اقتصاد تركيا بالكامل.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأميركية: إن شراء تركيا لنظام الدفاع الصاروخي الروسي، بصفقة بلغت حوالَيْ مليارَيْ دولار، ستزيد تداعياتها بشدة لتأكل كل ميزانية البلاد العسكرية.
