تتصاعد وتيرة القصف المتبادل والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، في مناطق عدة على جبهة العاصمة السودانية بلغت التوترات ذروتها بمدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
مع طول أمد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون وجود أفق للحل، يخشى خبراء أن يتكرر في السودان “السيناريو الليبي”، في إشارة إلى الفوضى التي تعم الجار الشمالي الغربي، حيث تحشيد مسلح غير مسبوق منذ أيام، وقد أكملت خمس قوات من رفقاء السلام وفرقاء الحرب الاصطفاف على أبوابها، استعداداً لمواجهة مرتقبة مع قوات “الدعم السريع” المتحفزة للهجوم على المدينة.
لم تعد مدينة بورتسودان التي جذبت الآلاف عقب اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، بينما تمضي المدينة نحو كارثة صحية إثر انتشار كثيف للذباب والناموس، وهو ما يؤدي في النهاية إلى التفكير في مغادرتها هرباً من تردي الأوضاع البيئية، وظهور بعض الأمراض مثل حمى الضنك والكوليرا، مع تخوف في ظل وجود القيادة الخاصة بالجيش في المدينة.
بورتسودان تتميز بجمالها وموقعها المتميز المطل على ساحل البحر الأحمر، صارت بورتسودان تحت رحمة الذباب هذه الأيام، بعد أن تحولت إلى بركة بفضل مياه الأمطار الراكدة، والوضع في المدينة يفوق بكثير حجم التردي المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، فالذباب والبعوض ينتشران بكثافة خلال النهار والليل.
وبعد اندلاع الحرب في الخرطوم في منتصف أبريل الماضي، تحولت بورتسودان إلى عاصمة إدارية للسودان، حيث جرى نقل الوزارات والمصرف المركزي، ويتخذ منها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مقراً لإقامته في الوقت الحالي.
ومطلع الشهر الجاري، فشلت جولة جديدة من مفاوضات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية في تحقيق أي خرق، ولم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف مؤقت للمعارك التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل.
ويثير فشل الوساطات الدولية المتعددة مخاوف من أن يفضي استمرار الوضع على حاله لفترة طويلة إلى تقسيم السودان، وقال خالد عمر يوسف الناطق باسم قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي كانت شريكة في الحكم مع الجيش: “إن استمرار المعارك يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات مرعبة من بينها التقسيم”.
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد” يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية.